رابعا: فرحهم الشديد ورغبتهم الأكيدة في تعليم غيرهم ابتغاء وجه الله.
وبعد عصر النبوة أيضا. وما تلاه. سار التعليم في بلاد المسلمين على هذه السياسة الرشيدة والطريق القويم. فجمعت الأحاديث. وألفت الكتب. التي لا تزال إلى عصرنا هذا منهلا لكل باحث ودارس في شتى العلوم والفنون. ومازلنا نعيش عالة على تلك المؤلفات القيمة لأسلافنا الصالحين ... وعلمائنا العاملين المخلصين.
أما اليوم: فإن سياسة التعليم في بلاد المسلمين تحتاج إلى تغيير شامل لأنها أصبحت تسير عكس الاتجاه الذي سار فيه أسلافنا فرغم كثرة المؤلفات في علم النفس وأصول التربية الحديثة وطرق التدريس. رغم كل هذا - نجد الطلاب في معاهد العلم على اختلاف أنواعها. وفي جميع بلاد المسلمين. نراهم غير جادين في تحصيل العلم للعلم لفضله ونوره- إلا قليلا ممن شرح الله صدره- وأصبح كل همهم من العلم وبغيتهم فيه هو الحصول على مؤهل علمي يؤهلهم لوظيفة معينة.
ومن هنا مال العلم الدراسي إلى السطحية. وحلت الملخصات والمذكرات محل المراجع الغنية والمصادر الأصيلة. فيجب على القائمين على شئون التعليم في بلاد المسلمين.