responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 53
في الجانب الإيماني الروحي بل ما زالت تحس بالفراغ الداخلي الذي يولد قلقا نفسيا رهيبا، واضطرابا روحيا مريرا.
ذلك لأن الإنسان الغربي حينما وجد أن المنهاج التجريبي مفيد، في مجال العلوم الطبيعية، امتلكه الغرور والعجب، وأراد أن يتخذ الواقعية المنطقية منهاجا له في مجال الفكر والروحانيات، فاعتمد على الحواس كوسيلة من وسائل المعرفة، فما لمسه ورآه آمن به وما غاب عن بصره ولمسه وسمعه أنكره وجحده.
ولم يقف في يوم ما ليفكر في أن عالم الروحانيات يختلف اختلافا شاسعا عن عالم المادة، وما يقع تحت الحواس من العوالم الكونية، لا تدركه الحواس في عالم ما وراء المادة، وما وراء الطبيعة.
وكان هذا الجهل في تفهم عالم الروحانيات أثرا من آثار الثقافة الغربية وسببا في شقاء الإنسان الغربي.. ونشأ عن هذه الثقافة أن انقطعت الصلة بين القيم الخلقية، والآفاق الإيمانية من جهة وبين الإنسان من جهة ثانية، ومن ثم فإن حياته قد تحولت إلى مادة يدور في فلكها، وإلى أرقام حسابية يلهث من أجل تحصيل أكبر رقم حسابي.. أما الإيمان بوحدانية الإله، أما تحكيم القيم والمثل في حياته العملية والعاطفية، فهذا لا وجود له عند الإنسان الغربي المعاصر.. ونتج عن عدم إيمانه بالروحانيات قلق نفسي أحسه الفرد الغربي داخل كيانه، وشعور بالضياع أخذ ينتابه صباح مساء، كما أحس بالاضطراب بين واقعه الذي يغرق بالمادة والعبث واللهو وبين نداءات فطرية خفيفة بين الحين والآخر تدعوه للالتزام بشيء من القيم والمثل في حياته..
وإذا نظرنا إلى هذا الإنسان من زاوية الثورات التي قام بها ضد الظلم والاستبداد فإننا نجد أنه قد وضع نفسه تحت شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفي هذا التيه الذي يتخبط فيه الإنسان المعاصر غير المسلم حاول أن يتقمص شخصيات مختلفة لعلها توصله إلى شاطئ الأمان، وتمنحه سعادة ضائعة، وراحة نفسية مفقودة.. فتقمص الشخصية العلمية التي حددها هكسلي "Huxley"، ثم الشخصية الجنسية التي رسمها "فرويد" ثم شخصية الرجل

نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست