الحق , ولعادوا إلى سبيل الرشاد , ولعلموا أن مفترق الطريق الذي بدأ عنده الانشقاق قد كان خلافاً سياسياً على تولي الحكم , يحدث نظيره في كل عصر , وفي كل أمة , ويجب أن يطويه الزمن مع ما يطوي من أحداث جسام , ويجب أن لا تخلفه أحقاد متوارثة , مهما كانت صورة الخلاف تحمل استحقاق جهة ما من جهات النزاع بالسلطان , وعدوان الجهة الأخرى لتستأثر به , وذلك لأن قضية الخلاف السياسي في الأمة الواحدة قضية شخصية زمنية , ولا يجوز بحال من الأحوال أن تكون قضية دينية اعتقادية , أو قضية إنسانية يتوارثها جيل لاحق عن جيل سابق.
إلا أن أعداء مندسين مقنعين قد أرادوا أن يتلاعبوا فيها فيجعلوها قضية دينية متوارثة , وقد وقع تحت تأثيرهم كثيرون من ذوي النيات السيئة , ثم تحولت مع الزمن فدخل فيها عنصر التعصب
(3) تفتيت وحدة المسلمين هدف مشترك لدى أجنحة المكر
إن هدف تفتيت وحدة المسلمين , وتفريق كلمتهم , وتسليط طاقاتهم المختلفة بعضها على بعض , لإضعاف القوة الجماعية التي يتمتعون بها , وتوهين قواهم الأخرى المادية والمعنوية , وتبديدها في الفتن الداخلية , وفي أشكال الصراع التي تثار فيما بينهم , هدف تلتقي عليه الأجنحة الثلاثة لجيش الغزو , ومعها سائر أعداء الإسلام.