نام کتاب : مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 147
وبإلقاء نظرة متأملة على الظروف التي أحاطت بظهور الطباعة في العالم العربي نجد أن أكثرها يحمل صبغة تبشيرية مسيحية، وقد تقدم بعض المطبوعات النافعة من التراث ذرا للرماد في العيون.
لكن حركة نشر التراث كانت زاخرة في مصر، دخلت المطبعة فيها مع الغزو الفرنسي وسميت المطبعة الأهلية، وكانت في الإسكندرية لخدمة أهداف الحملة، ثم نقلت إلى القاهرة، وانتهت بانتهاء الحملة أي: إن عملها من 1798-1801، ولم يصدر عنها مطبوعات ذات شأن يذكر.
وفي سنة 1819م أو 1821م أسس محمد علي المطبعة الأهلية على أنقاض مطبعة نابليون، ثم نقلت إلى شاطئ النيل عند بولاق، وعرفت بالمطبعة الأميرية أو مطبعة بولاق.
وكانت مطبعة بولاق ثورة ثقافية وحضارية وقفزة هائلة في تاريخ نشر التراث، وأخرجت إلى النور أروع ما دبجته أقلام الأوائل في شتى المعارف والعلوم.
ونظرة إلى هذا النص من كتاب معجم المطبوعات العربية والمعربة، لمؤلفه يوسف إلياس سركيس, نرى مدى النهضة التي عاشها التراث العربي في ظلال مطبعة بولاق يقول: عد ما طبع من الكتب في مطبعة بولاق من 19 مايو 1872م "1289هـ" إلى آخر ربيع الأول "1295هـ" فبلغت عدد النسخ "361815" نسخة وكان قد صدر له قبل ذلك 242057 نسخة فيكون الإجمالي 603872 حتى سنة 1295هـ[1].
وهذا الرقم المشار إليه يعني عدد النسخ، لا أعداد الكتب؛ لأن هذه المطبعة قدمت فيما قدمت الكتب الموسوعية التي تضم عشرات المجلدات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
لسان العرب لابن منظور, صبح الأعشى للقلقشندي, القاموس المحيط [1] انظر ص33 من المعجم المذكور.
نام کتاب : مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 147