نام کتاب : الفهرست نویسنده : ابن النديم جلد : 1 صفحه : 23
صموت إذا زر جلبابه ... لبيب فن حله أمتعا
تخبر أنواعه جامعا ... يروح ويغدوا لها مجمعا
تلاقى النفوس سرورا به ... وتلقى الهموم به مصرعا
فلا تعدلن به نزهة ... فقد حاز ما تبتغي اجمعا
وأنشدني أبو بكر الزهري لابن طباطبا في الدفاتر:
لله إخوان أفادوا مفخرا ... فبوصلهم ووفائهم أتكثر
هم ناطقون بغير ألسنة ترى ... هم فاحصون عن السرائر تضمر
إن أبغ من عرب ومن عجم معا ... علما مضى فيه الدفاتر تخبر
حتى كأني شاهد لزمانها ... ولقد مضت من دون ذلك أعصر
خطباء إن أبغ الخطابة يرتقوا ... كفى كفى للدفاتر منبر
كم قد بلوت بها الرجال وإنما ... عقل الفتى بكتاب علم يسبر
كم قد هزمت به جليسا مبرما ... لا يستطيع له الهزيمة عسكر
قال محمد قد استقصيت هذا المعنى وغيره مما يجانسه في مقالة الكتابة وأدواتها من الكتاب الذي ألفته في الأوصاف والتشبيهات.
الكلام على القلم السرياني:
قال تيادورس المفسر في تفسيره للسفر الأول من التوراة أن الله تبارك وتعالى خاطب آدم باللسان النبطي وهو أفصح من اللسان السرياني وبه كان يتكلم أهل بابل[1] فلما بلبل الله الألسنة تفرقت الأمم إلى الأصقاع والمواضع ويبقى لسان أهل بابل على حاله فأما النبطي الذي يتكلم به أهل القرى فهو سرياني مكسور غير مستقيم اللفظ وقال غيره اللسان الذي يستعمل في الكتب والقراءة وهو الفصيح فلسان أهل سوريا وحران والخط السرياني استخرجه العلماء واصطلحوا عليه وكذلك سائر الكتابات وقال آخر أن في أحد الأناجيل أو في غيره من كتب النصارى أن ملكا يقال له سيمورس علم آدم الكتابة السريانية على ما في أيدي النصارى في وقتنا هذا وللسريانيين ثلاثة أقلام وهي المفتوح ويسمى أسطر نجالا وهو أجلها وأحسنها ويقال له الخط الثقيل وونظيره قلم المصاحف والتحرير المخفف ويسمى اسكوليثا ويقال له الشكل المدور ونظيره قلم [1] بابل: بكسر الباء اسم ناحية منها الكوفة والحلة قلت: والمشهور بهذا الاسم المدينة الخراب بقرب الحلة وإلى جانبها قرية تسمى الآن بابل عامرة أنظر مراصد الاطلاع 1/145.
نام کتاب : الفهرست نویسنده : ابن النديم جلد : 1 صفحه : 23