responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 480
لبنى القين في الجاهلية، ومرّوا على أبيات بنى معن، فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام، فوافوا به سوق عكاظ، فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم، فلما تزّوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استوهبه منها فوهبته له، فقبضه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأعتقه وتبنّاه، كما سيأتي، وكان يقال له زيد ابن محمد، وكان عمره ثمان سنين، وكان حارثة أبو زيد قال فيه حين فقد أبياتا منها:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم تخرّمة الأجل
فو الله ما أدرى وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فياليت شعرى هل لك الدهر رجعة ... فحسبى من الدنيا رجوعك لى يحلّ «1»
تذكّرنيه الشمس عند طلوعها ... ويعرض ذكراه إذا عارض الطّفل «2»
وإن هبّت الأرواح [3] هيّجن ذكره ... فيا طول أحزانى عليه ويا وجل
سأعمل نصّ [4] العيس في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتى أو تأتى عليّ منيّتي ... وكلّ امري فان وإن غرّه الأمل
سأوصى به عمرا وقيسا كليهما ... وأوصى يزيدا ثمّ من بعده جبل
يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد، وكان أكبر من زيد، ويزيد كان أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل، فحجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا أهلى هذه الأبيات؛ فإني أعلم أنهم قد جزعوا عليّ، فقال:
فانطلق الكلبيون، فأعلموا أباه حارثة بمكانه وأخبروه، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل، وجبلة بن حارثة بفدائه، فقدموا مكة، فسألوا عن النبى صلّى الله عليه وسلّم، فقيل:
هو في المسجد، فدخلوا عليه، فقالوا: يا ابن عبد الله وعبد المطلب وابن هاشم سيد قومه، أنتم حرم الله وجيرانه، تفكّون العاني، وتطعمون الضيف، جئناك في

(1) أى تعظيما.
(2) الطفل: إقبال الليل والظلمة.
[3] الأرواح: لغة في الرياح.
[4] نص العيس: منتهى ما تصل إليه. العيس: الإبل الكريمة.
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست