نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 2 صفحه : 96
مسألته عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلّا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا، ولا يفترقون إلّا عن ذواق، ويخرجون أدلة على الخير فقهاء.
قال: فسألته عن مخرجه صلى الله عليه وسلم: كيف يصنع فيه؟.
فقال: على الخبير سقطت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلّا مما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
قوله: «ولا يفترقون إلّا عن ذواق» :
أصله عندهم في الطعم، وضربه هنا مثلا لما ينالون عنده من الخير.
قوله: «ويخرجون أدلة على الخير» :
جمع دليل، أي يدلون الناس عليه وينبؤنهم به.
قوله: «ويحذر الناس» :
إن قيل: بفتح الياء التحتية والذال المعجمة والتخفيف؛ يكون ما بعده تفسيرا، وإن قيل: بضم الياء وتشديد الذال وكسرها؛ فهو بمعنى يحذر بعضهم من بعض.
نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 2 صفحه : 96