نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 92
ووجد هرقل بحمص، فأرسل خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك النصراني، وكان ملكا عظيما بدومة الجندل، في أربعمائة وعشرين فارسا في رجب سرية، وقال له عليه الصلاة والسلام لخالد: "إنك ستجده ليلا يصيد البقر"،
"ووجد هرقل بحمص" دار ملكه لم يتحرك ولم يرجف فكان الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم من تعبية أصحابه ودنوه إلى الشام باطلا لم يرد ذلك، ولا هم به.
ذكره الواقدي: فكتب له كتابا، كما سيذكره ولو ذكره هنا كان أنسب إذ لا يتفرع عليه قوله، "فأرسل خالد بن الوليد إلى أكيدر" بضم الهمزة وفتح الكاف، وسكون التحتية، وفتح المهملة آخره راء، لا يصرف للعلمية، ووزن الفعل "ابن عبد الملك" بن عبد الجن، بجيم ونون، كما في الفتح "النصراني" المختلف في إسلامه والأكثر على أنه قتل كافرا، وقد ذكره ابن منده وأبو نعيم الصحابة.
ورده ابن الأثير بأنه خطأ ظاهر، فأنه إنما أهدى للنبي وصالحه، ولم يسلم باتفاق أهل السير، أسره خالد في زمن أبي بكر، فقتله كفرا، وقال أخوه أبو السعادات من الناس من يقول: إنه أسلم وليس بصحيح، وممن وقع في كلامه ما يدل على ذلك الواقدي، فإنه قال في المغازي حدثني شيخ من دومة، أنه صلى الله عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله لأكيدر" حين جاء إلى الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام إلى أن قال: "فيه تقيمون الصلاة، وتؤدون الزكاة عليكم بذلك عهد الله وميثاقه، ولكم الصدق والوفاء".
قال في الإصابة: فالذي يظهر أنه صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق ويحتمل أنه أسلم بعد ذلك، كما قال الواقدي، ثم ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ومنع ما عليه فقتله خالد، كما قال البلاذري، انتهى.
وسيذكر المصنف لفظ الكتاب في المقصد الثاني، وما استظهره الحافظ، لا محيد عنه إذ هو جمع بين كلامهم وعلى كل حال فعده صحابيا غلط؛ لأن آخر أمره قتله كافرا، ولذا ذكره في القسم الرابع من الإصابة فيمن ذكر في الصحابة غلطا. "وكان ملكا عظيما" من قبل هرقل "بدومة" بضم الدال وفتحها والواو ساكنة.
"الجندل" بفتح فسكون حصن وقرى من طرف الشام بينها وبين دمشق خمس ليال، يقال: عرفت بدومة بن إسماعيل "في أربعمائة وعشرين فارسا في رجب سرية، وقال عليه الصلاة والسلام لخالد" وقد، قال له: كيف لي به، وهو وسط بلاد كلب، وإنما أنا في أناس يسيرين "إنك ستجده ليلا يصيد البقر" "فتأخذه فيفتح الله لك دومة فإن ظفرت به، فلا تقتله وائت به إلى فإن أبى فاقتله".
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 92