responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 59
........... ... والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ... القرآن فيه مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة و ... لم أذنب وإن كثرت في الأقاويل
إن الرسول لسيف يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول

يمرضه؛ ولأنه لم يتعلق غرضه بالفاعل "والعفو عند رسول الله مأمول" مطموع فيه مرجو حصوله لما تواتر أن العفو من أخلاقه.
وذكر أنه صلى الله عليه وسلم لما سمع هذا البيت قال: "إن العفو عند الله"، "مهلا هداك الذي أعطاك نافلة القرآن" الكتاب المنزل عليك لا القراءة من إضافة الصفة للموصوف، أو ظرفية بتقدير مضاف، أي نافلة فوائد القرآن، أي نافلة هي الفوائد المشتمل عليها، أو نافلة مقحم، أو القرآن منصوب وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، كقوله: ولا ذاكر الله إلا قليلا "فيه مواعيظ" مرفوع منون للضرورة؛ لأنه لا ينصرف، "وتفصيل" تبيين ما يحتاج إليه من أمر المعاش والمعاد، وهذا البيت ومن بعده تتميم للاستعطاف؛ لأنه اشتمل على طلب الرفق به والأناة في أمره، ولما في قوله: نافلة القرآن من الإشارة إلى أنعام الله على رسوله بعلوم عظيمة، وزاده عليها القرءان والإقرار بالتنزيل، والتذير بما جاء به: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} "لا تأخذني" سؤال وتضرع وإظهار للذل، أي لا تقتلني "بأقوال الوشاة" الذين يزوقون الكلام للإفساد، "و" الحال أني "لم أذنب" أي لا تأخذني غير مذنب لا عاطفة؛ لأنه خلاف قصده؛ ولأن الخبر لا يعطف على الإنشاء عند قوم، "وإن كثرت في الأقاويل" جمع أقوال جمع قول فهو جمع الجمع، وكأن المعنى أنك عرفت بالصفح ومن جاءك تائبا لا تعده مذنبا، وإن أذنب قبل الإسلام، فالإسلام يجب ما قبله وبعده هذا البيت تسعة أبيات في خوفه منه عليه السلام، وأنه أخوف عنده من ضيغم يفترس وتنفر منه الوحوش، وحاصلها الاعتذار، فأسقطها المصنف؛ لأن غرضه إنما تعلق بمدحه صلى الله عليه وسلم صريحا "أن الرسول لسيف".
وفي رواية ابن إسحاق وغيره لنور، وهو أنسب بقوله: "يستضاء به" والأخرى مناسبة، فالمعنى كيف يطلب ضياؤه في ظلمات الحروب، فيكشفها.
وقال التبريزي: جعله سيفا استعارة على قول جماعة لا يشترطون فيها طي المشبه ومنهم من قال: أصله قاطع كسيف، فحذف المشبه وأداة التشبيه، واستعمل سيف بدل قاطع، فانطبق على حد الاستعارة من أنها ذكر المشبه به، وإرادة المشبه "مهند" بفتح النون المشددة، صفة أو خبر محذوف، أي مطبوع من حديد الهند، أي أنه مبيد للكفار أقوى من السيوف الهندية "من سيوف الله مسلول" على أعدائه.
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست