نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 159
غيره ولا ضربت أكباد الإبل إلى أحد مثل ما ضربت إليه، وقال أبو مصعب: كان الناس يزدحمون على باب مالك ويقتتلون عليه من الزحام، يعني لطلب العلم. وممن روى عنه من الأئمة المشهورين: محمد بن شهاب الزهري، والسفيانان
وحسنه، والنسائي و"الحاكم، وصححه عن أبي هريرة، قال: قال صلى الله عليه وسلم "يوشك الناس أن يضربوا" وفي رواية: "يوشك أن يضرب الناس". "أكباد الإبل" يطلبون العلم، هكذا في الرواية عند الترمذي والحاكم قبل قوله: "فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة".
وفي رواية: "أفقه من عالم المدينة" وفي أخرى: "آباط الإبل" مكان "أكباد الإبل"، وفي أخرى "يلتمسون العلم" مكان "يطلبون العلم"، وفي رواية: "لا تنقضي الساعة حتى يضرب الناس أكباد الإبل من كل ناحية إلى عالم المدينة يطلبون علمه".
"قال سفيان بن عيينة" الهلالي، أبو محمد الكوفي، ثم المكي الثقة، الحافظ, الفقيه، الإمام, الحجة، مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة: "نرى هذا العالم مالك بن أنس".
وفي رواية عن سفيان: كنت أقول هو ابن المسيب، حتى قلت: كان في زمنه سليمان وسالم وغيرهما، ثم أصبحت اليوم أقول: إنه مالك، وذلك أنه عاش حتى لم يبق له نظير بالمدينة.
وفي رواية عن سفيان: كانوا يرونه مالك بن أنس، قال ابن مهدي: يعني بقوله: كانوا التابعين وقال غيره: هو إخبار عن غيره من نظرائه، أو ممن هو فوقه، قال القاضي عبد الوهاب: لا ينازعنا في هذا الحديث أحد من أرباب المذاهب، إذ ليس منهم من له إمام من أهل المدينة، فيقول: هو إمامي، ونحن نقول: إنه صاحبنا بشهادة السلف له، وبأنه إذا أطلق بين العلماء قال عالم المدينة وإمام دار الهجرة، فالمراد به مالك دون غيره من علمائها، قال القاضي عياض: فوجه احتجاجنا بهذا الحديث من ثلاثة أوجه: الأول تأويل السلف، وما كانوا ليقولوا ذلك إلا عن تحقيق، الثاني: شهادة السلف الصالح له، وإجماعهم على تقديمه يظهر أنه المراد، إذ لم يحصل الأوصاف التي فيه لغيره، ولا أطبقوا على هذه الشهادة لسواه، الثالث: ما نبه عليه بعض الشيوخ أن طلبة العلم لم يضربوا أكباد الإبل من شرق الأرض وغربها إلى عالم ولا رحلوا إليه من الآفاق رحلتهم إلى مالك شعر:
فالناس أكيس من أن يحمدوا رجلا ... من غير أن يجدوا آثارا حسان
"وقال عبد الرزاق" بن همام الصنعاني، الحافظ الثقة، أحد تلامذة مالك: "ولم يعرف بهذا الاسم" أي عالم المدينة "غيره" من علمائها، "ولا ضربت أكباد الإبل إلى أحد مثل ما
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 159