نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 150
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أول أصحابه هبّ، فقال: «ما صنعت بنا يا بلال» ؟ قال: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، قال: «صدقت» ثم اقتاد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعيره غير كثير، ثم أناخ وأناخ الناس فتوضّأ، وتوضّأ النّاس، وأمر بلالا فأقام الصّلاة، فلما فرغ، قال:
إِذَا نَسِيْتُم الصَّلَاةَ فَصَلُّوهَا إِذَا ذَكَرْتُمُوهَا فإِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَ يَقُول: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي
[طه 14] .
ذكر رجوع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مؤيدا منصورا
روى الأئمة السّتَّة عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال: أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله»
فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «اربعوا على أنفسكم إنّكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم» وأنا خلف دابّة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوّة إلّا إلا بالله العلي العظيم، فقال: «يا عبد الله بن قيس» قلت: لبيك يا رسول الله فداك أبي وأمي، قال: «ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟» قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»
[ (1) ] .
ولما انتهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الجرف ليلا، نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا، فذهب رجل فطرق أهله، فرأى ما يكره فخلى سبيله ولم يهجر، وضنّ بزوجته أن يفارقها، وكان له منها أولاد، وكان يحبها، فعصى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ورأى ما يكره.
ولما نظر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى جبل أحد، قال: هذا جبل يحبّنا ونحبّه، اللهم إني أحرم ما بين لابتي المدينة»
[ (2) ] .
ذكر رد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الأنصار ما منحوه للمهاجرين
روى الشيخان، والحافظ، ويعقوب بن سفيان عن أنس- رضي الله عنه- قال: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل أرض وعقار، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفوهم العمل والمؤنة، وكانت أم أنس أعطت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أعذاقا لها، فأعطاهن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، فلما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أهل خيبر، وانصرف إلى المدينة، ردّ
[ (1) ] أخرجه البخاري (4205) ، وأخرجه مسلم في الذكور والدعاء (44) وأحمد 4/ 402، والبيهقي 2/ 184 وابن أبي عاصم 1/ 274، والطبري 8/ 147 وابن السني (512) وعبد الرزاق (9244) وانظر البداية 4/ 213.
[ (2) ] أخرجه البخاري 6/ 83 (2889) (2893) (4084) (7333) ومسلم 2/ 993 (462/ 1365) .
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 150