نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 11 صفحه : 43
بيته إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا، فأرسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «لا تحدثن حدثا» أو قال: «لا تقربن أهلك حتى آتيك» فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «أثم أخي» فدعا النبي- صلى الله عليه وسلم- فسمى، ثم قال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم مسح صدر علي ووجهه ثم دعا فاطمة- رضي الله تعالى عنها- فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء فنضح من ذلك الماء ثم قال لها ما شاء الله أن يقول ثم قال لها: «أما إني لم آلك أن أنكحتك أحب أهلي إلي» .
وفي حديث بريدة- رضي الله تعالى عنه- فدعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي فقال: «اللهم، بارك فيهما، وبارك لهما في أبنائهما» . وفي لفظ «بارك لهما وبارك في شبلهما» [ (1) ] .
قال الحافظ ابن ناصر الدين راوي الحديث صوابه بنسلهما، وأورده الضياء المقدسي في المختارة وفي حديث أسماء، قالت أسماء: ثم رأى سوادا من وراء الستر، أو من وراء الباب فقال: من هذا؟ قالت: أسماء، قالت: نعم يا رسول الله جئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفتاة يبنى بها الليلة ولا بد لها من امرأة تكون قريبا منها، إن عرضت لها حاجة أفضت بذلك إليها قالت: فدعا لي بدعاء، إنه لأوثق عملي عندي، ثم قال لعلي: «دونك أهلك» ، ثم خرج فولى فما زال يدعو لهما، حتى توارى في حجره.
وفي حديث ابن عباس- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على النساء فقال: إني قد زوجت ابنتي ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وأنا دافعها إليه، فدونكن فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فلما رأى النساء ذهبن، وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستر وتخلفت أسماء بنت عميس- رضي الله تعالى عنها- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كما أنت، على رسلك من أنت؟
قالت: أنا التي أحرس ابنتك، فإن الفتاة الليلة يبنى بها ولا بد من امرأة تكون قريبا منها، إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً أمضيت بذلك إليها، ثم صرخ بفاطمة.
وفي حديث يحيى فقال لفاطمة: «ائتني بماء» فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به، فمج فيه ثم قال لها: قومي فنضح على رأسها وبين ثدييها، وقال: «اللهم، إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» ، ثم قال: «ائتني بماء،» فعلمت الذي يريده، فملأت القعب ماء فأتيته به فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيه ثم صبه على رأسي وبين يدي ثم قال: «اللهم، إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» ثم قال لي: «أدبري» فأدبرت فصب بين كتفي ثم
[ (1) ] في ج (اللهم بارك لهما في شبلهما) .
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 11 صفحه : 43