responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 261
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة قال: حدثنا نوفل بن الفرات. وكان عاملاً لعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه. قال: كان رجل من كتّاب الشام مأموناً عندهم استعمل رجلا على كورة الشام وكان أبوه يزنّ بالمانيّة [ (1) ] فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز فقال: ما حملك على أن تستعمل رجلاً على كورة من كور المسلمين كان أبوه يزنّ بالمانيّة؟ قال: أصلح الله أمير المؤمنين وما على من كان أبوه كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم مشركاً. فقال عمر آه. ثم سكت ثم رفع رأسه ثم قال: أأقطع لسانه؟ أأقطع يده ورجله؟ أأضرب عنقه؟ ثم قال: لا يلي شيئاً ما بقيت.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وقد سئلت أن أنظم في هذه المسألة أبياتاً أختم بها هذا التأليف فقلت:
إنّ الذي بعث النبي محمداً ... أنجى به الثقلين مما يجحف
ولأمه وأبيه حكمٌ شائعٌ ... أبداه أهل العلم فيما صنّفوا
فجماعةٌ أجروهما مجرى الذي ... لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة ... أن لا عذاب عليه حكمٌ يؤلف
فبذاك قال الشافعية كلهم ... والأشعريّة ما بهم متوقّف
وبسورة الإسراء فيه حجّة ... وبنحو ذا في الذكر آيٌ تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله ... معنىً أدقّ من النسيم وألطف
ونحا الإمام الفخر رازيّ الورى ... منحىً به للسامعين تشنّف
إذ هم على الفطر الذي ولدوا ولم ... يظهر عناد منهم وتخلّف
قال الألى ولد النبي المصطفى ... كلٌّ على التوحيد إذ يتحنّف
من آدم لأبيه عبد الله ما ... فيهم أخو شركٍ ولا مستنكف
فالمشركون كما بسورة توبةٍ ... نجسٌ وكلّهم بطهرٍ يوصف
وبسورة الشعراء فيه تقلّبٌ ... في الساجدين فكلّهم متحنّف
هذا كلام الشيخ فخر الدين في ... أسراره هطلت عليه الذّرّف
فجزاه ربّ العرش خير جزائه ... وحباه جنّات النّعيم تزخرف
فلقد تديّن في زمان الجاهل ... يّة فرقةٌ دين الهدى وتحنّفوا
زيد بن عمرو بن نوفل هكذا الصدّ ... يق ما شركٌ عليه يعكف
قد فسّر السّبكي بذاك مقالةً ... للأشعريّ وما سواه مزيّف

[ (1) ] يزن: أي يتهم.
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست