responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 8  صفحه : 237

[ () ] قوله: «من قصّة» بفتح القاف وتشديد المهملة، أي رأس صدره.
وقد استنكر بعضهم وقوع شق الصدر ليلة الإسراء وقال: إنما كان ذلك وهو صغير في بني سعد، ولا إنكار في ذلك، فقد تواردت الروايات به.
وثبت شق الصدر أيضا عند البعثة، كما أخرجه أبو نعيم في (دلائل النبوة) ، ولكل منهما حكمة، فالأولى عن طفولته صلّى اللَّه عليه وسلّم لاستخراج حظ الشيطان، والثانية عند إرادة العروج إلى السماء، ليتأهب للمناجاة، وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك. قال القرطبي في (المفهم) : لا يلتفت لإنكار الشقّ ليلة الإسراء، لأن رواته ثقات مشاهير، ثم ذكر نحو ما تقدم.
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فغسل قلبي»
قال ابن أبي جمرة: وإنما لم يغسل بماء الجنة، لما اجتمع في ماء زمزم من كون أصل مائها من الجنة، ثم استقر في الأرض، فأريد بذلك بقاء بركة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الأرض.
قال ابن أبي جمرة: الحكمة في شق قلب صلّى اللَّه عليه وسلّم- مع القدرة على أن يمتلئ إيمانا وحكمة بغير شق- الزيادة في قوة اليقين، لأنه أعطي برؤية شق بطنه، وعدم تأثره بذلك ما أمن معه من جميع المخاوف العادية، فلذلك كان أشجع الناس وأعلاهم حالا ومقالا، ولذلك وصف بقوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى واختلف هل كان شق الصدر وغسله مختصا به صلّى اللَّه عليه وسلّم أو وقع لغيره من الأنبياء؟ فقد وقع عند الطبراني في قصة تابوت بني إسرائيل أنه كان فيه الطست التي يغسل فيها قلوب الأنبياء، وهذا مشعر بالمشاركة.
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ثم أتيت بدابة»
قيل: الحكمة في الإسراء به صلّى اللَّه عليه وسلّم راكبا مع القدرة على طي الأرض له، إشارة إلى أن ذلك وقع تأنيسا له بالعادة في مقام خرق العادة، لأن العادة جرت بأن الملك إذا استدعى من يختص به، يبعث إليه بما يركبه.
قوله: «دون البغل وفوق الحمار أبيض» كذا ذكر باعتبار كونه مركوبا، أو بالنظر للفظ البراق، والحكمة لكونه بهذه الصفة الإشارة إلى أن الركوب كان في سلم وأمن لا في حرب وخوف، أو لإظهار المعجزة بوقوع الإسراع الشديد بداية لا توصف بذلك في العادة (فتح الباري) .
قوله: «فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم» هذا يوضح أن الّذي وقع في رواية بدء الخلق بلفظ دون البغل وفوق الحمار، أي هو البراق، وقع بالمعنى، لأن أنسا لم يتلفظ بلفظ البراق في رواية قتادة.
قوله: «يضع خطوه» بفتح المعجمة أوله: المرة الواحدة، وبضمها: الفعلة.
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 8  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست