نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 305
فاستيقظت باسترجاعه[1] حين عرفني فخمرت بجلبابي. ووالله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة[2] وهم نزول، قالت: فهلك من هلك[3]، وكان الذي تولى كبره في الإفك عبد الله بن أُبي بن سلول.
ثم تقول عائشة: فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرًا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم؟ " [4] ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت[5]، فخرجت مع أم مسطح[6] فأخبرتني بقول أهل الإفك[7] فازددت مرضًا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلم ثم قال: "كيف تيكم؟ " فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي.
قالت: وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما.
قالت: فأذن لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
فقلت: لأمي: يا أماه، ماذا يتحدث الناس؟ [1] أي بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون. [2] أي نازلين وقت الوغرة، وهي شدة الحر، ونحر الظهيرة أولها. [3] أي فتكلم من تكلم بكلام يهلك قائله. [4] إشارة للمؤنث. [5] أي أثر بي التعب. [6] بكسر الميم أحد الصحابة، وهو مسطح بن أثاثة، خرجت معها لقضاء الحاجة. [7] الإفك: الكذب.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 305