نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 185
فتفاجت[1] ودرت واجترت فدعا بإناء لها يُربض الرهط[2] فحلب فيه ثجًّا حتى غلبه الثمال[3] فسقى لها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى ارتووا، وشرب -صلى الله عليه وسلم- آخرهم، فشربوا جميعًا عللا بعد نهل[4]ثم حلب فيه ثانيًا عَودا على بدء، فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها، فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد.
فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا والشاة عازبة ولا حلوبة في البيت؟ قالت: والله، إنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، قال: ذاك والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولو كنت وافقته يا أم معبد لالتمست أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.5
وتروي كتب السيرة [6] أن هاتفًا من الجن أخبر أهل مكة بما وقع في خيمة أم معبد، فكان مما قال:
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم ترحلَا ... فأفلح من أمسى رفيق محمد7
لِيَهْنِ بني كعب مقامُ فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد8 [1] فرجت بين رجليها وتهيأت للحلب. [2] أي يروي الجماعة نحو العشرة. [3] الثمال: الرغوة. [4] أي مرة بعد مرة.
5 هكذا أورد القصة المؤلف، وقد اختصر شيئًا منها. [6] قد جاءت هذه الأبيات في نفس الحديث الماضي.
7 كذا في "الطبقات" 1/ 231، و"البداية" 2/ 193، وأما في "دلائل أبي نعيم":
هما نزلا بالهدى واهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمد
8 سقط هذا البيت من "الطبقات الكبرى". وثبت في دلائل أبي نعيم. وزاد قبله:
فيا لقصي ما زوى الله عنهم ... به من فعال لا تجازى وسؤدد
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 185