responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 162
وكان أبو بكر يكثر الالتفات يمينا ويسارا، أما الرسول فكان هادىء النفس، مطمئن القلب، يذكر الله، ولا يلتفت إلى شيء، وبعد أن نجاه الله وبلغ المدينة لم يأمن غوائل قريش، ومكايد اليهود، فكان محاطا بالأخطار من كلّ جانب، حتى كان المسلمون يحرسون بيته في الليل، فنزلت هذه الآية وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: 67] فخرج لساعته من الخيمة وقال للذين يحرسونه: اذهبوا فإنّ الله وعدني بعصمته، وتولّى حفظي [1] .
ورجع من غزوة نجد [2] ، فاستظلّ بشجرة في ساعة الهاجرة، وتفرّق عنه أصحابه، ولم يبق عنده أحد، ولما غلبته عيناه جاءه أعرابي من المشركين وقد سلّ سيفه، فانتبه الرسول صلّى الله عليه وسلم، فقال له الأعرابي: «من يعصمك منّي؟» (تأمل حرج هذا الموقف) ، فأجابه صلّى الله عليه وسلم وجأشه رابط، وقلبه مطمئن بالإيمان: «الله!» فما طرقت هذه الكلمة سمع الأعرابي حتى تأثر بها وأغمد سيفه [3] .
وخرج المسلمون إلى ساحة بدر في قلّة من العدد والعدد، وهم لا يزيدون على ثلاثمئة وثلاثة عشر مقاتلا بعضهم معه سيف بلا رمح، وبعضهم معه رمح ولا سيف معه، وعدوهم نحو ألف مقاتل في سلاح تامّ وعتاد كامل، فالتقى الجمعان، وحمي وطيس الحرب. ترى أين هو قائد جيش المسلمين؟ انظر، هاهو قد اعتزلهم لاجئا إلى ربه يدعوه تارة،

[1] قالت عائشة- رضي الله عنها-: سهر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقلت: يا رسول الله! ما شأنك؟ قال: «ألا رجل صالح يحرسنا الليلة» . فقالت: بينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح، فقال: «من هذا» قال: سعد وحذيفة، جئنا نحرسك. فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه، ونزلت هذه الآية، فأخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم رأسه من قبة أدم، وقال: «انصرفوا يا أيها الناس، فقد عصمني الله» (أسباب النزول، للواحدي، ص 158) ، طبع دار ابن كثير بدمشق.
[2] سميت هذه الغزوة «غزوة ذات الرقاع» .
[3] انظر الحديث بكامله في صحيح البخاري في كتاب المغازي، باب «غزوة ذات الرقاع» (4135) .
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست