responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 161
يركع لله ويسجد أمامهم غير مبال بهم، ولما نزل قول الله سبحانه فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر: 94] صعد بين جبل الصفا ونادى المشركين، فلما اجتمعوا إليه بلّغهم دعوة الله، وقد امتحنوه بضروب من الأذى، حتى ألقوا عليه مرّة سلى جزور وهو قائم يصلي في فناء البيت الحرام، بل أرادوا مرّة أن يخنقوه بالرداء، وألقوا الشوك في طريقه، لكنه صبر كما صبر أولو العزم من الرسل.
ولما همّ عمه أبو طالب أن يخرج من ذمّته، ويمسك يده عن حمايته، قال له وقد حميت أنفته: «يا عم! إنّ قريشا لو وضعوا الشّمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» [1] . وإنّ قريشا قد حصرته وبني هاشم في شعب أبي طالب مدّة ثلاثه أعوام، ومنعوهم الطعام، حتى كان الصبيان يتضورون جوعا، واضطر الرجال أن يقتاتوا بورق الشجر، ثم بيّتوا قتله، لكن الرسول صلّى الله عليه وسلم لم يداخله الخوف، ولم يتردّد في تبليغ الرسالة التي بعث بها، ثم خرج إلى المدينة واختفى في طريقه مع صاحبه أبي بكر في غار ثور، وتتبعه المشركون حتى بلغوا مدخل الغار، واقتربوا منه، ولو نظروا إلى أقدامهم لرأوه، وفزع أبو بكر في تلك الساعة العصيبة، فقال: يا رسول الله! إنما نحن اثنان، فقال له صلّى الله عليه وسلم بصوت تمازجه الطمأنينة: «ما ظنّك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إنّ الله معنا» [2] ووعدت قريش من يأتي به جائزة قدرها مئة من الإبل، فخرج سراقة بن جعشم [3] يركض فرسه، وبيده رمحه، حتى اقترب من الرسول، فقال أبو بكر: يا رسول الله! قد أدركنا،

[1] السيرة النبوية «لابن هشام» الجزء الأول، ص 100.
[2] رواه البخاري في كتاب التفسير (4663) . وفي ذلك يقول الله تعالى: ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [التوبة: 40] .
[3] هو سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، صحابي أسلم بعد غزوة الطائف سنة 8 هـ، أرسلته قريش ليقتاف أثر رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين خرج إلى الغار مع أبي بكر- رضي الله عنه- توفي سنة 24 هـ، وله 19 حديثا مرويا في كتب الحديث.
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست