(14) وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه (15) وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وانه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
(16) وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلّى الله عليه وسلم [1] .
أثر المعنويات في المجتمع:
بهذه الحكمة، وبهذه الحذاقة أرسى رسول الله صلّى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد، ولكن كانت هذه الظاهرة أثرا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي صلّى الله عليه وسلم، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية وتزكية النفوس والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة.
سأله رجل: أيّ الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرىء السلام على من عرفت ومن لم تعرف [2] .
قال عبد الله بن سلام: لما قدم النبي صلّى الله عليه وسلم المدينة جئت، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما قال: يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام [3] .
وكان يقول: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه [4] .
ويقول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده [5] .
ويقول: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه 6. [1] ابن هشام 1/ 502، 503. [2] صحيح البخاري 1/ 6، 9. [3] رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي. مشكاة المصابيح 1/ 168. [4] رواه مسلم، مشكاة المصابيح 2/ 422.
(5- 6) صحيح البخاري 1/ 6.