نام کتاب : نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 8 صفحه : 3464
فغلبوهم. قال: فذهبت أنا فاختبأت. وقال: يا غنثر! فجدّع وسبّ [1] ، وقال: كلوا. لا هنيئا. وقال: والله لا أطعمه أبدا. قال: فايم الله! ما كنّا نأخذ من لقمة إلّا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: حتّى شبعنا وصارت أكثر ممّا كانت قبل ذلك. فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر. قال لامرأته: يا أخت بني فراس! ما هذا؟ قالت: لا. وقرّة عيني! لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار. قال: فأكل منها أبو بكر وقال: إنّما كان ذلك من الشّيطان. يعني يمينه. ثمّ أكل منها لقمة. ثمّ حملها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأصبحت عنده، قال: وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل. فعرّفنا [2] اثنا عشر رجلا، مع كلّ رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كلّ رجل، إلّا أنّه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال) * [3] .
17-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: بينما نحن في سفر مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كان معه فضل ظهر [4] فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل) * [5] .
18-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي مجهود [6] .
فأرسل إلى بعض نسائه. فقالت: والّذي بعثك بالحقّ! ما عندي إلّا ماء. ثمّ أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك. حتّى قلن كلّهنّ مثل ذلك: لا. والّذي بعثك بالحقّ! ما عندي إلّا ماء. فقال: «من يضيف هذا، اللّيلة، رحمه الله» فقام رجل من الأنصار فقال: أنا. يا رسول الله!، فانطلق به إلى رحله. فقال لامرأته: هل عندك شيء؟. قالت: لا. إلّا قوت صبياني. قال:
فعلّليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السّراج وأريه أنّا نأكل. فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السّراج حتّى تطفئيه، قال: فقعدوا وأكل الضّيف، فلمّا أصبح غدا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللّيلة» ) * [7] .
19-* (عن عبد الرّحمن بن أبي بكر- رضي الله عنهما- قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثين ومائة، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هل مع أحد منكم طعام؟» فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثمّ جاء رجل مشرك مشعانّ [8] طويل بغنم يسوقها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أبيع أم عطيّة- أو قال: هبة-؟» قال: لا، بل بيع. قال: [1] (يا غنثر فجدع وسب) غنثر: الثقيل الوخيم، وقيل: الجاهل أو السفيه. وجدع: أي دعا بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء. والسب: الشتم. [2] عرّفناه: أي جعلنا عرفاء. [3] مسلم (2057) . [4] الظهر: يراد به ما يركب من الدواب وخصه اللغويون بالإبل. والفضل: ما زاد عن الحاجة. [5] مسلم (1728) . [6] مجهود: أصابني الجهد وهو المشقة والحاجة وسوء العيش والجوع. [7] البخاري- الفتح 7 (3798) ، ومسلم (2054) واللفظ له. [8] مشعانّ: أي منتفش الشعر ثائر الرأس.
نام کتاب : نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 8 صفحه : 3464