responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 121
الله على ما أكرمني الله به ثم قال انطلق يا محمد إلى الجنة حتى أريك ما لك فيه فتعرف ما لك وإلى ما يكون معادك بعد الموت فتزداد بذلك في الدنيا زهدا إلى زهدك ورغبة في الآخرة إلى رغبتك فسرت معه فسار بي أسرع من السهم حتى وصلنا إلى الجنة بإذن الله تعالى فأقبل رضوان خازن الجنان وخلفه قبائل مع كل واحد ألف ألف ملك رافعي أجنحتهم ورءوسهم يشيرون إلي بالأصابع ويقولون لقد أكرم الله هذا النبي الأمي مرحبا بك يا جبريل وبمن معك في رواية أقبل رضوان ومعه ملائكة الحجب وجوههم كالقمر ليلة البدر ويفوح ريح المسك من ثيابهم مكللون بتيجان من نور فقلت ما أحسن هؤلاء فقال والذي بعثك بالحق إن أمتك إذا اتقوا وسلموا من الدنيا كانوا في الجنة أحسن منهم فلما دخلتها هدأت نفسي وذهب روعي فما تركت فيها مكانا إلا رأيته فرأيت قصورا من الدر والياقوت والأشجار من ذهب وقضبانها من اللؤلؤ وعرقها من فضة راسخة في المسك ورأيت شجرة ساقها في كثافة لا يعلمها إلا الله تعالى وأغصانها أكثر من نبات الأرض والورقة الواحدة تغطي الدنيا وعليها من أصناف الخير ضروب شتى فقلت يا جبريل ما هذه الشجرة قال لك ولأزواجك وأولادك وكثير من أمتك وتحت هذه الشجرة ملك كبير وعش عظيم ثم رأيت نهرا يخرج من أصلها أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل على رضراض من در وياقوت ومسك أبيض فقال جبريل هذا الكوثر الذي أعطاك ربك وهو التسنيم يخرج من تحت العرش إلى دورهم وقصورهم ثم سار بي إلى شجرة أخرى فإذا أوراقها حلل طرائف من ثياب الجنة وأبيض وأحمر وأخضر وأصفر وثمارها أمثال القلال في ألوان شتى فقلت يا جبريل ما هذه الشجرة فقال هذه ذكرها الله تعالى في القرآن بقوله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب وهي لك ولكثير من أمتك ولك فيها حسن مقيل
ونعيم ثم طاف بي في الجنة فإذا بقصر من ياقوتة حمراء في جوفه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف دارا في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف باب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها في جوفها سرير من ذهب لذلك شعاع كشعاع الشمس وهي مكللة بالدر والجوهر وعليها فرش من سندس فوق تلك الفرش حلى كثير لا أطيق وصفه في كل قصر دار ونبت فيها شجر كثير مكلل سوقهن بالذهب وأغصانها بالجوهر وثمرها مثل القلال في كل خيمة منها الأزواج من الحور العين لو دلت واحدة منهن كفها من السماء لأذهب ضوء كفها ضوء الشمس فكيف بوجهها ولكل واحدة منهن سبعون ألف غلام وهم خدمها سوى خدم زوجها كل ذلك مفرغ منه ينتظر صاحبته ثم خرجت من الجنة فمررنا في السموات منحدرين من سماء إلى سماء فرأيت آدم ونوحا وإبراهيم وعيسى فسلمت عليهم فتلقوني بالتحية وقالوا ما صنعت يا نبي الرحمة فأخبرتهم ففرحوا بذلك وحمدوا الله تعالى وسألوه لي المزيد ثم خرجت مع جبريل لا يفوتني ولا أفوته حتى دلاني في مكاني من الأرض الذي حملني منه وأرانى من ذلك عجائب الأرض وما خلق الله فيها وكل ذلك في ليلة واحدة فأنا سيد ولد آدم ولا فخر. فقال الزركشي معناه ولا فخر أتم من هذا الفخر فأخبرت بذلك قومي فكذبون

نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست