responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 152
فالثالثة: وهى قتالهم حتى يهزموا وتدخل خيل الإسلام بلادهم عنوة وتصبح من مال الإسلام والمسلمين إذ يصبح مال تلك البلاد خراجا، وتصبح تلك البلاد ضمن بلاد المسلمين ثم يعسكرون على حدود البلاد المجاورة، ويعملون ما عملوا مع الحدود الأولى وهكذا حتى يكون الدين كله لله، ولا يبقى من لا دين لله بالإسلام امتثالا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ…} الآية
وقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} أي قوة بأس وشدة مراس ليرهبوكم وليهزموا أمامكم وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} أي بنصره وتأييده، والمتقون هم الذين اتقوا الشرك والمعاصي، والخروج عن السنن الإلهية في النصر والهزيمة.
وفعلا امتثل أمر الله تعالى المؤمنون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة نبيهم صلى الله عليه وسلم ما إن انتهت حرب الردة في أطراف الجزيرة حتى قام أبو بكر رضى الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبدة الصليب وإلى الفرس عبدة النار، ففتح الله تعالى عليه ببركة خلافته لرسوله صلى الله عليه وسلم، وتوفى أبو بكر رضى الله عنه، وتولى أمر المسلمين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وواصل الجهاد فاستولى على ممالك في الشرق والغرب، واستشهد عمر رضى الله عنه في محراب رسول الله إذ قتله أبو لؤلؤة المجوسي انتقاما منه لكسره عرش كسرى، وتولى أمر المسلمين خليفته عثمان ذو النورين رضى الله عنه وأرضاه فواصل الزحف والجهاد تنفيذا لأمر الله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} فاتسعت البلاد الإسلامية شرقا وغربا ودخلت ممالك كبيرة وعديدة في دين الله. واستمر الجهاد والفتح وحدود البلاد الإسلامية تتسع شرقا وغربا طيلة ثلاثة قرون وهى القرون التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ". وما أن انتهت القرون الذهبية حتى كاد العدو المؤلف من ثلاثة أعداء وهم المجوس واليهود والنصارى حتى أصبح يعرف بالثالوث، كاد أمة الإسلام بالمكر والدس ففرق كلمتها وشتت جيوشها ورجالها ومزق بلادها، وأخذت تتراجع الحدود حتى ضاقت، ووقف المد والجزر والأمر لله من قبل ومن بعد، واليوم البشرية تتطلع إلى الإسلام لينقذها من عللها وأمراضها وظلمتها وشرورها ومفاسدها، فعسى الله تعالى أن يتوب على المؤمنين فتجتمع كلمتهم ودولتهم فينهضون بهذا الواجب: قتال من يلي حدود البلاد الإسلامية

نام کتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست