responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات نویسنده : عفيفي، محمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 411
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- ظنا مِنْهُ أَنه بذلك يَسْتَطِيع أَن يشغل النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- عَن دَعوته[1].
هُنَا درس للبنات وللآباء بِأَن يصبروا ويحتسبوا الْأجر من الله جلَّ وَعلا، وَأَن مَا وَقع من الطَّلَاق ظلما مَا هُوَ إلاَّ ابتلاء سَوف يعوضهم الله خيرا فقد عوض الله ابْنَتي الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- خيرا من عتبَة وعتيبة، عوضهما زوجا صَالحا كَرِيمًا هُوَ عُثْمَان بن عَفَّان -رَضِي الله عَنهُ- أحد الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ وثالث الْخُلَفَاء الرَّاشِدين، فقد تزوج عُثْمَان -رَضِي الله عَنهُ- برقية وَبعد وفاتها تزوج بأختها أم كُلْثُوم قَالَ الله تَعَالَى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً} [2].
وَقد يحدث أَن يفقد الْأَب بعض بَنَاته بموتهن فالموت نِهَايَة كل حَيّ وَهُوَ الْمصير المحتوم الَّذِي لَا مفر مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [3] يَقُول الشَّيْخ ابْن سعدي – يرحمه الله – فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة:
{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} " أَي الْمَلَائِكَة الموكلون بِقَبض الْأَرْوَاح "
{وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} "فِي ذَلِك فَلَا يزِيدُونَ سَاعَة مِمَّا قدره الله وقضاه، وَلَا ينقصُونَ"[4].
وَمن أعزّ من الْبِنْت على أَبِيهَا؟ وَلَو قدر الله هَذَا يجب على الْأَب أَن يصبر ويحتسب، وَلَا يَقُول إِلَّا مَا يرضى رَبنَا عز وَجل قَالَ الله تَعَالَى: {الَّذِينَ إِذَا

[1] ابْن كثير (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) 2/483.
[2] سُورَة النِّسَاء: آيَة 19.
[3] سُورَة الْأَنْعَام: آيَة 61.
[4] عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر السَّعْدِيّ (تيسير الْكَرِيم الرَّحْمَن فِي تَفْسِير كَلَام المنان) دَار ابْن الْجَوْزِيّ، ط1،ج1، الْجُزْء2، 1415هـ، ص223.
نام کتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات نویسنده : عفيفي، محمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست