responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات نویسنده : عفيفي، محمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 410
الزهراء –رَضِي الله عَنْهَا– كَلَام فَدخل عَلَيْهِمَا النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فأُلقى لَهُ مِثَالا فاضطجع عَلَيْهِ. فَجَاءَت فَاطِمَة –رَضِي الله عَنْهَا- فاضطجعت من جَانب، وَجَاء عَليّ –رَضِي الله عَنهُ- فاضطجع من جَانب، فَأخذ رَسُول الله بيد عَليّ –رَضِي الله عَنهُ- فوضعها على سرته، وَأخذ بيد فَاطِمَة –رَضِي الله عَنْهَا- على سرته وَلم يزل حَتَّى أصلح بَينهمَا، ثمَّ خرج فَقيل لَهُ: "دخلت وَأَنت على حَال وَخرجت وَنحن نرى الْبشر فِي وَجهك" فَقَالَ: "وَمَا يَمْنعنِي وَقد أصلحت بَين أحب اثْنَيْنِ إليَّ "[1].
وَلَكِن قد يسْتَمر الْخلاف بَين الزَّوْجَيْنِ وَيُصْبِح اسْتِمْرَار الْعشْرَة بَينهمَا أمرا مستحيلاً وَالله الْحَكِيم الْخَبِير الَّذِي سنَّ الزواج أَبَاحَ الطَّلَاق وَجعله الْحل الْأَخير الَّذِي يُلجأ إِلَيْهِ إِذا استحالت الْعشْرَة بَين الزَّوْجَيْنِ.
وَأَحْيَانا يَقع الطَّلَاق على الزَّوْجَة ظلما وعدواناً، عِنْدهَا تحزن الْبِنْت كثيرا ويحزن أَهلهَا لحزنها، والعزاء فِي ذَلِك أَن ابْنَتي الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-: رقية وَأم كُلْثُوم طلقتا من عتبَة وعتيبة ابْنا أبي لَهب ظلما بِدُونِ سَبَب إلاَّ أَنَّهُمَا صدقتا مَا قَالَه النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-: من أَنه أُوحِي إِلَيْهِ وَأَنه نَبِي هَذِه الْأمة، الْكَلَام الَّذِي أغضب قُرَيْش فقد تزوج عتبَة بن أبي لَهب من رقية بنت رَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فَلَمَّا نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} قَالَ أَبُو لَهب: "رَأْسِي من رَأسك حرَام إِن لم تطلق بنت مُحَمَّد ففارقها قبل الدُّخُول"[2].
وَلم يكتف أَبُو لَهب بذلك بل أَمر ابْنه عتيبة أَن يُطلق أم كُلْثُوم بنت النَّبِي –

[1] ابْن سعد (الطَّبَقَات الْكُبْرَى) 8/26.
[2] سير أَعْلَام النبلاء (2/251) .
نام کتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات نویسنده : عفيفي، محمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست