responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 184
مخي. ومن هنا يقول الدكتور "يوسف مراد": "ليست الحياة العقلية كلها نتيجة ترابطات ميكانيكية بين عناصر ووحدات مميزة مثل الإحساسات والصور الحسية والحركية, إن الارتباط يقوم بدور كبير في تكوين الآليات الجديدة في المجال الحسي والحركي ولكن العمليات العقلية العليا من إدراك وتذكر وتفكير، وخاصة عمليات الحكم والاستدلال، لا يمكن تفسيرها على أساس ارتباطي بحت، بل تتطلب نشاطاً عقلياً يفوق في طبيعته وتعقده النشاط الآلي، فهو نشاط إبداعي يستخدم الآليات المكتسبة كوسائل الإبداع والكشف دون أن يخضع لها أو يتقيد بها.
ولا يمكن إرجاع عمليات الحكم والاستدلال إلى مجرد الارتباطات بين الصور الذهنية, وحتى التذكر ليس مجرد استرجاع الصور كما هي بل هو في صميمة عملية تمييز واختيار"[1].
وهذه الفكرة تتفق أو تكاد تتفق مع ما ذهب إليه "هنري برجسون" في رده على القائلين بوجود التوازي بين عملية الشعور وعملية المخ الآلي فيقول: "وماذا تقول لنا التجربة؟ في الواقع إنها تبين أن حياة النفس -وإن شئت فقل حياة الشعور- مرتبطة بحياة الجسم, وإن ثمة تضامناً بينهما ولا شيء غير ذلك، ولكن ثمة من ينكر هذه الحقيقة إلا أنه شتان بين أن نقرر ذلك وبين أن نقول إن الدماغي معادل العقلي, وأن في الإمكان أن نقرأ في الدماغ كل ما يجري في الشعور المقابل، إن الثوب الذي علق على مسمار متضامن مع هذا المسمار فإذا وقع المسمار وقع هو معه وإذا اهتز اهتز وإذا كان رأس المسمار حاداً جداً تمزق الثوب، ولكن ليس ينتج عن هذا أن كل جزء من أجزاء الثوب ولا أن المسمار

[1] مبادئ علم النفس العام: الدكتور يوسف مراد ص 306.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست