responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 183
هي التي تدير الجسم وتبعث فيه الحياة والحركة، فإن الجسم لا يقبل من هذا التأثير إلا بقدر استعداده الطبيعي، ومن جهة أخرى فإن للأجسام تأثيراً في النفوس "فمنهم الذكي والبليد بحسب مزاج الهيكل الجسمي, فالأمر عجيب بينهما فكل واحد منهما مؤثر فيما هو مؤثر فيه"[1].
ومجمل القول يرى ابن عربي أن النفس وقواها المختلفة واحدة من حيث أصلها لكن هذه القوى لا تظهر لدى الناس بصورة واحدة بل تظهر بحسب اختلاف أجسامهم وأمزجتهم واختلاف الأجهزة المركبة في الجسم ومدى استعدادها لإظهار أو عكس قوى النفس المختلفة.
ثم إن علماء علم النفس المحدثين قد أثبتوا بالطرق التجريبية وجود صلة ما بين العمليات العقلية المختلفة ومراكز تشريحية في المخ, بحيث إن إصابة أي خلل في أحد هذه المراكز يؤثر في العملية العقلية التي تعتمد عليه, ولكن العلماء حتى الآن لم يتفقوا على مدى هذه الصلة, هل هذه الصلة صلة التوازي مثلاً، أي: أن عناصر الدماغ وخلايا القشرة الدماغية تفرز الفكر كما تفرز الكبد السكر، وأن شتى الصور والمعاني التي تتوارد في الذهن ليست سوى تنشيط للآثار التي تركتها التجارب الحسية في الخلايا العصبية؟ والحقيقة أن الذي يدرس الآراء المختلفة في هذا الموضوع ثم يتأمل في تلك العمليات العقلية الجبارة لا يستطيع أن يرجعها جميعاً إلى عمليات آلية فسيولوجية قائمة على آليات الجهاز المخي؛ لأننا نشعر بالإنتاج أكثر من الطاقة الفسيولوجية أو أكثر من وظائف آلية لجهاز

[1] مقال عن طبيعة النفس لدى ليبنتس وابن عربي, الدكتور محمود قاسم, مجلة حوليات دار العلوم عام 1971م، انظر إلى كتاب محي الدين بن عربي وليبنتر ص 282-283.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست