responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 20
والمغتاب يريد التسلق على أكتاف الآخرين، وذلك بالحط من أقدارهم، وتزهيد الناس بهم.
وما علم هذا المغتاب أن الرافع الخافض هو الله ـ عز وجل ـ وأنه بصنيعه يهدي حسناته ـ وهي أعز ما يملك ـ لمن يقع في عرضه.
فأين هذا المغتاب من قوله ـ تعالى ـ: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:12] .
بل أين هو من أهل الجاهلية التي أشرافها يتمدحون بترك الغيبة.
قال المثقب العبدي:
لا تراني راتعا في مجلس ... في لحوم الناس كالسبع الضرم1
والغيبة لا تقتصر على اللسان فحسب، بل قد تكون بالإشارة بالعين، أو اليد، أو نحو ذلك.
أما أسبابها فكثيرة، منها التشفي من الآخرين، ومجاملة الأقران والرفقاء، والحسد، وكثرة الفراغ، والتقرب لدى أصحاب الأعمال والمسؤولين عن طريق ذم العاملين.
ومن أسبابها الإعجاب بالنفس، والغفلة عن التفكر في عيوبها.
وأعظم أسبابها قلة الخوف من الله ـ سبحانه وتعالىـ [2].

1 الديوان ص 229.
[2] انظر: الغيبة وأثرها السيء في المجتمع الإسلامي للشيخ حسين العوايشة، ففيه تفصيل رائع للغيبة.
نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست