تكن صدورهم، وتنزع إليه نفوسهم، فيصاحب الناس، ويشهد مجالسهم، وهو على بصيرة مما وراء ألسنتهم من عقول، وسرائر، وعواطف.
فيتيسر له أن يسايرهم إلا أن ينحرفوا عن الرشد، ويتحامى ما يؤلمهم إلا أن يتألموا من صوت الحق.
ومراعاة عقول الناس وطباعهم ونزعاتهم فيما لا يقعد حقا، ولا يقيم باطلا ـ مظهر من مظاهر الإنسانية المهذبة"[1].
وكما أن هذا الأمر عائد إلى الألمعية ـ وهي في أصلها موهبة إلهية ـ فهو كذلك يأتي بالدربة، والممارسة، وتدبر سير أعاظم الرجال، والنظر في مجاري الحوادث باعتبار، فهذا مما يقوي هذه الخصلة، ويرفع من شأنها.
44ـ المحافظة على الصلاة:
فهو سبب عظيم لحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وطيب النفس، وسموها، وترفعها عن الدنايا.
كما أنها في مقابل ذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وسوء الخلق من جملة ما تنهى عن الصلاة.
ثم إنها سبب لعلاج أدواء النفس الكثيرة كالبخل، والشح، والحسد، والهلع، والجزع، وغيرها.
45ـ الصيام:
فبالصيام تزكو النفس، ويستقيم السلوك، وتنشأ الأخلاق [1] رسائل الإصلاح1/95.