فرجع وأخذ الجعل، فقيل له: إن أتيت عمر بن الزبير فقل[1] له مثل ما قلت لمعاوية أعطيناك كذا وكذا.
فأتاه فقال له ذلك، فأمر بضربه حتى مات.
فبلغ معاوية، فقال: أنا والله قتلته، وبعث إلى أمه بديته، وأنشأ يقول:
ألا قل لأسماء المنى أم مالك ... فإن لعمر الله أهلكت مالكا[2].
"وروي أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة خرج ليلة في السحر إلى المسجد ومعه حرسي، فمرا برجل نائم على الطريق، فعثر به، فقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا، فهمّ الحرسي به، فقال عمر: مه، فإنه سألني: أمجنون أنت؟ فقلت: لا"[3].
"وقيل: وجاء رجل إلى الأحنف بن قيس فلطم وجهه، فقال: بسم الله، يا بن أخي ما دعاك إلى هذا؟
قال: آليت[4]أن ألطم سيد العرب من بني تميم.
قال: فبر بيمينك، فما أنا بسيدها، سيدها حارثة بن قدامة.
فذهب الرجل فلطم حارثة، فقام إليه حارثة بالسيف فقطع يمينه. [1] لعل الصواب: فقلت. [2] المحاسن والمساوئ، ص579. [3] الكتاب الجامع 2/425. [4] آليت: يعني حلفت وأقسمت، والألية: الحلف.