responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا نویسنده : عبد الرحمن محمود    جلد : 1  صفحه : 270
فى كل الأوقات كان الجشع موجودا، ولكنه لم يكن فى وقت من الأقات من قبل بمثل هذه البشاعة ... كان مجرد رغبة فى امتلاك الأشياء ... ولكن أن يصبح ذلك هوسا يغطى على كل شئ آخر: شهوة لا تقاوم، لتعمل ولتدبر أكثر فأكثر، اليوم أكثر من أمس، والغد أكثر من اليوم ... شيطان يلوى أعناق الرجال ويلهب قلوبهم بالسياط لينفذوا مأربهم التى تبرق أمامهم، ولكن حين يصلوا إليها لا يجدوها إلا شيئا حقيرا، وما أن تقع فى أيديهم حتى يتطلعوا إلى مآرب جديدة أخرى براقة، ذات إغراء أكثر، سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ... هذا الجوع، والجوع النهم سيظل دائما موجود، لن يصلوا إلى الشبع مطلقا: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8}
الآن رأيت أن هذه ليست حكمة رجل فى التاريخ الغابر فى الجزيرة العربية. مهما كان من الحكمة، فهو لن يتنبأ بالجحيم الذى نعايشه فى القرن العشرين. القرآن يتكلم بصوت أكبر من صوت محمد " عليه الصلاة والسلام ".
************
لقد انقشع الظلام ... وها أنا هنا فى ساحة المسجد النبوى، والمضاء بمصابيح بالغاز المعلقة على الأعمدة بالأروقة. يجلس الشيخ " عبد الله بن بلهيد " ورأسه محنية على صدره، وعيناه مغمضتين. من لا يعرفه يظن أنه نائم، ولكنى أعرفه، وأعلم أنه يستمع إلى بكل حواسه وخبرته فى الرجال، ويحاول أن يزن كلامى ويضعه موضعه. وبعد فترة طويلة فتح عينيه ورفع رأسه: وحينئذ، ماذا فعلت؟؟؟

نام کتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا نویسنده : عبد الرحمن محمود    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست