responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 326
وكان رد موسى -عليه السلام- عليهم: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} [1].
وهو أمر يصعب تنفيذه، من باب قوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [2]؛ لأنهم كانوا في التيه بعيدين عن أي مصر[3].
ولذلك رفض موسى -عليه السلام- طلبهم, وعرفهم أن الذي يطلبون هو الدني، ولا يصح أن يقدموه على ما هو خير منه.
إن طلبهم يدل على ما عندهم من عناد، وما في طباعهم من خسة، وما في فكرهم من طمع، وتمرد على القدر، وعلى الخير.
وقيل: إن الله استجاب لطلبهم، وأسكنهم مصر فرعون، وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وباءوا بغضب منه سبحانه وتعالى.
والأولى القول بأن موسى -عليه السلام- رفض طلبهم، وعنّفهم، وبين لهم أن هذه المزروعات توجد في الأمصار التي يسكنها عامة الناس، وأنهم بعيدون عنها، ويؤيد هذا أن الله أمرهم بعد ذلك بدخول القرية المقدسة، وأنهم سكنوا الشام بعد التيه.
المسألة الثالثة: طلبهم رؤية الله جهرة
أخبر موسى -عليه السلام- قومه الإسرائيليين وهم بمصر، أن الله سيهلك عدوهم، وأنه سينزل عليهم كتابا، ينظم حياتهم، ويضع المنهج الذي يعيشون به، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب، وهو في سيناء، فأمر الله تعالى أن يقصد سفح جبل الطور الأيمن، ويمكث فيه صائما ثلاثين يوما، وزادها الله عشرة، صامها موسى -عليه السلام- وتم ميقات ربه أربعين يوما، وبذلك تهيأ لملاقاة الله.

[1] سورة البقرة آية: 61.
[2] سورة الإسراء آية: 50.
[3] تفسير القرطبي ج1 ص428، 429.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست