responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 341
إنها أخلاق تتصور الإنسان، من أول لحظة، في كيانه المتكامل، الذي لا يتوقف فيه القلب والعقل عن التعاون مع الإرادة. وهذه الأخلاق ترى فضلًا عن ذلك أن خلود النفس، ووجود الله ليسا من الفروض المسلمة، بل هما نقطة انطلاق. إنهما عقيدتان أساسيتان في ذاتهما أولًا، وتؤسسان بدورهما نظام الجزاءات.
إن إله القرآن وجميع الكتب المنزلة ليس خالقًا ومشرعًا فحسب، وإنما هو في الوقت نفسه مكافئ عادل. وإذن فمن الواضح الجلي أن مثل هذه المفاهيم يجد فيها التفكير في أشكال الجزاء نموًّا أكثر تماسكًا، كما أنها تقدم إليه إجابات دقيقة لمختلف المقتضيات والمطالب.
فإذا كان الإنسان الذي يستسلم لأفعاله بأكملها يتحمل نتائجها بأكملها، فأي شيء أكثر عدلًا من هذا؟
ومن ناحية أخرى, نجد أن الفعل الإرادي الذي أقر الله -سبحانه- به شريعة الواجب، يسير في نفس الفكرة الإلهية مع الفعل الذي وضع الله به المبدأ العام للمجازاة، جنبًا إلى جنب، واقرأ إن شئت قوله تبارك وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [1].
بل إن هذا الارتباط بين الفضيلة والسعادة، وبين الرذيلة والعقوبة، وهذا الفصل بين الأبرار والأشرار، والذي بدا هنا كواقع، أو كوعد، أو كأمر تنفيذي، يأتي أحيانًا كنتيجة ضرورية لحجة استنباطية، نابعة من مفهوم

[1] 3/ 144 و145 و6/ 120 و138 و11/ 3 و111 و12/ 110 و32/ 22 و45/ 22 و46/ 19 و53/ 31 و41 "= 11 أو2 ب".
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست