عشر، ثم تفشت كبقعة زيت في وسط أوربا واستمرت حتى القرن الثامن عشر، بل حتى القرن التاسع عشر عند السلافيين في الجنوب[1].
أما فيما يتعلق بالأطفال[2] والمجانين[3]، فإن الضمير الإنساني لم ينظر إليهم دائمًا نظرة ظلم، بإخضاعهم لجزاء يتفاوت في خطورته، لا سيما في حالة قتل الإنسان أو الثأر الخاص الذي يستهدف أسرة بعينها.
ففي قانون الألواح الاثني عشر[4] نجد أن مسئولية الطفل غير البالغ مخففة بالنسبة إلى بعض الجنايات، ولكنها ليست باطلة مطلقًا[5]، وقد وضع جميع الذين لم يبلغوا الحلم في هذا القانون على قدم المساواة، أما بعد الألواح الاثني عشر، فقد حدث تطور أعفى الأطفال الصغار، ولكن هذا التطور متأخر، وربما كان معاصرًا لهادريان hadrien[6]. وفي القرن الثامن عشر أيضًا أعدم طفل في الثامنة من عمره في إنجلترا، من أجل القتل أو الحريق[7]. وقد كان على القضاة في فرنسا أن يصدروا العقوبة العادية ضد المجنون, ثم يختص البرلمان بتخفيف هذه العقوبة، أو إلغائها، أما فيما يتعلق بجريمة الاعتداء على الذات الملكية فلا تخفيف فيها[8]. ومن هنا كانت النتيجة الأولى القائلة: بأن قصر العقوبة على الإنسان البالغ السوي يبدو نهاية ما بلغته حقبة من التطور، أخذت المسئولية خلالها تنحسر شيئًا فشيئًا[9]. [1] المرجع السابق 63. [2] المرجع السابق 31. [3] المرجع السابق 41. [4] أول شريعة مكتوبة لدى الرومان، وضعها الحكام العشرة، الذين سنوا شرائع الرومان خلال القرن الخامس قبل الميلاد "450"، وقد نقشوها على اثني عشر لوحًا من البرونز. "المعرب". [5] المرجع السابق 34. [6] المرجع السابق 35، وهادريان إمبراطور روماني، ولد في إيطاليا "76-138م" وقد شجع الآداب والفنون، وأصلح الإدارة. واتجه إلى توحيد التشريع. "المعرب". [7] المرجع السابق 37. [8] المرجع السابق 42. [9] المرجع السابق 30.