“ ذكر صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم “
أمة الإسلام، إن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أتى إلى هذا الوادي فخطب الناس خطبة عظيمة هدم فيها قواعد الشرك، وأقام فيها قواعد الإسلام، وألغى مسائل الجاهلية ومعاملاتها الربوية، وبين ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات، وأوصى الناس بكتاب الله، وأخبرهم أنهم إن تمسكوا به لن يضلوا بعده أبدا، واستشهدهم على أنه بلغهم رسالات ربهم، فصدقوا قوله وأقروا له، فاستشهد الله عليهم -صلوات الله وسلامه عليه-، ثم نزل فأمر المؤذن فأذن فصلى الظهر ركعتين، ثم أقام فصلى العصر ركعتين جمعا وقصرا، جمع تقديم، فالسنة في هذا اليوم أن يصلي الحجاج الظهر والعصر جمعا وقصرا، الظهر ركعتين والعصر ركعتين.
ثم أنه -صلى الله عليه وسلم- انتقل إلى عرفة فوقف بعرفة وقال للصحابة: «وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف [1] » وقال «وارفعوا عن بطن عرنة [2] » يعني أن الواقف في أي جزء من أجزاء عرفة فإنه يكون مؤديا للواجب إذا كان وقوفه داخل حدود عرفة، وفي وقوفه هذا جاءه ناس من أهل نجد يسألونه عن الحج، قال: «الحج عرفة [3] » وقال: «من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد أتم حجه وقضى تفثه [4] » وفي هذا المقام شك الصحابة هل كان صائما أو مفطرا؟ فبعثت أم الفضل بقدح من لبن فشربه والناس ينظرون إليه [5] مما يدل على أن الحج يستحب له الفطر، أما غير الحاج فالصيام في حقهم هو الأفضل. [1] أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيه، وسبق تخريجه في خطبة عام (1406) ، الهامش (8) [2] أخرجه أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحة والبيهقي في السنن الكبرى، وسبق تخريجه في خطبة عام (1406 هـ) ، الهامش (9) [3] أخرجه الترمذي في سننه، والنسائي في سننه وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده وقد وسبق تخريجه في خطبة عام (1403) ، الهامش (12) [4] أخرجه الترمذي في سننه، والنسائي في سننه وأبو داود في سننه وابن ماجه في سننه، وقد وسبق تخريجه في خطبة عام (1409) ، الهامش (20) [5] أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسبق تخريجه في خطبة عام (1410) ، الهامش (15)