والقوة، حتى مكن الله لهذه الدعوة، فنمت والتحمت الجزيرة العربية وتوحدت بعد فرقتها، وعادت إلى الحق والهدى، واستضاءت بدين الله، وهذه الدعوة الصالحة – ولله الفضل والمنة – لم تقم لتخدم أهدافا معينة، ولا لأغراض سياسية، ولكنها دعوة صالحة على أساس من كتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وانتفع بها الفئام الكثيرة من الناس، فالحمد لله رب العالمين.
فإن هذه الدولة السعودية -ولله الفضل والمنة- انطلقت من هذا المنطلق، دعوة إلى الله، وقيام دولة على أساس من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتحكيم شرع الله والعمل بذلك، نرجو الله للجميع التوفيق والسداد، وأن يوفق الله قادة الأمة الإسلامية للعمل بشرع الله وتحكيم دينه.
“ نصيحة لقادة المسلمين والحكام في الدول الإسلامية “
قادة المسلمين، اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في شعوبكم، واتقوا الله فيمن ولاكم الله عليهم، واعلموا أن الله سائل كل راع عما استرعاه يوم القيامة، فاحذروا أن تلقوا الله وقد خنتم شعوبكم وأمتكم، وغششتم وكذبتم عليهم، اتقوا الله في أنفسكم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته [1] » ويقول: «فما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة [2] »
فاتقوا الله في شعوبكم، وحكموا فيهم شرع الله، وأقيموا فيهم دين الله، وطبقوا [1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الجمعة، باب: الجمعة في القرى والمدن، (فتح الباري 2\ 482، ح 893) ومسلم في صحيحه 3\ 1459، كتاب: الإمارة: فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية.. (1829) [2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الأحكام، باب: من استرعى رعية فلم ينصح، (فتح الباري 13\ 158، ح 7151) ، ومسلم في صحيحه 1\ 125، كتاب: الإيمان، باب: استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، ح (142) ، واللفظ لمسلم