فرائض الإسلام مشقة وعناء، بل وكان كثير من المسلمين من علماء كبار وغيرهم لا يستطيع أداءها للمشقة، وبعد الشقة، وخوف الطريق، وما يحدث أيضا في الحج بمنى أو غيرها من قتال ونحوه، مما تجده مسطورا في كتب التواريخ، بل وتجد فيها أعواما لم يحج فيها أحد من إقليم، وربما أقاليم من بلاد المسلمين
والآن بحمد الله ومزيد فضله وإنعامه، قد تيسرت السبل، وأمن الحاج على نفسه وأهله وماله، وهيأت له جميع الوسائل المعينة على أداء هذه الفريضة في راحة وأمن وطمأنينة، فلله الحمد ظاهرا وباطنا، ثم الشكر واجب علينا لهذه الدولة المباركة، أدام الله عزها بعز الإسلام، وأيد الله حكامها، وجعلهم مباركين أينما كانوا، ممتعين بالصحة والسلامة، مسددين بالتوفيق والإعانة.
ولما كان من المروءة والوفاء نسبة الفضل لأهله، فإني أشكر شيخي سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - حفظه الله ورعاه ووفقه وأعانه - على ما وجدت منه، من كريم الأخلاق، وسعة الصدر، وندى في كفه وعلمه، لم يألني نصحا وتعليما وتوجيها، وما كان من جهد لي فإن كان صوابا فمن الله -عز وجل- التوفيق له، وسماحته - حفظه الله - هو السبب الموصل إليه، فكان هذا الكتاب كله من صنعه - حفظه الله - والفضل بعد الله تعالى له، فشكر الله