responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع خطب عرفة نویسنده : آل الشيخ، عبد العزيز بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 104
[نال محمد -صلى الله عليه وسلم- كثيرا من أنواع الأذى في سبيل تبليغ رسالته، ولكنه صبر وصدع بدعوته وبلغ رسالة ربه] .
ومحمد -صلى الله عليه وسلم- سيد الأولين والآخرين، خاتم أنبياء الله ورسله، ناله من العداوة والأذى ما ناله، فصدع بدعوته وبلغ رسالة ربه، وأعلن دعوته صريحة آناء الليل وأطراف النهار، دعا إلى الله سرا وجهارا، بدأ بقومه العرب فدعاهم إلى إخلاص الدين وترك ما كانوا عليه من عبادة غير الله، دعاهم إلى أن يخلصوا لله عبادتهم كلها، إلى أن يخلصوا دعاءهم ونذرهم وذبحهم وخوفهم ورجاءهم ورغبتهم، وكمال محبتهم لربهم، فقابله أعداؤه وقاموا في وجه دعوته وآذوه، وألحقوا الأذى به وبمن تبعه من أصحابه، والله يأمره بالصبر والتحمل، ويقص عليه خبر الأنبياء قبله {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} [1] {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ} [2] فمضى في دعوته صابرا متحسبا متحملا كل الأذى في ذات الله، حتى أذن الله له بالهجرة إلى المدينة لما أسلم الأوس والخزرج هاجر إليها، وأقام هناك دولة الإسلام الأولى، وفي مقامه في المدينة كملت شرائع الإسلام وفرائضه، حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، فاختاره الله إلى جواره، صلوات الله وسلامه عليه.
[العداء لدين الإسلام قديم وجد منذ أن بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم]
أمة الإسلام، إن العداء لهذا الدين القويم ليس وليد اليوم، ولكنه قديم منذ بعث الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-، فلقد قام أعداؤه ضد دعوته، ولكن الله أظهره عليهم وأيده عليهم {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [3] .
[اليهود أشد الناس عداوة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ورسالته]
أعظم أعدائه -صلى الله عليه وسلم- اليهود، فهم أشد الناس عداوة له

[1] سورة فصلت الآية 43
[2] سورة هود الآية 120
[3] سورة التوبة الآية 32
نام کتاب : جامع خطب عرفة نویسنده : آل الشيخ، عبد العزيز بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست