فالمتقي لله يجعل الله في قلبه نورا يفرق به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، فلا يلتبس عليه الأمر.
ومن آثار التقوى أن الله يجعل للمتقي من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [1] {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [2] .
وبالتقوى تكفر السيئات وتعظم الأجور، يقول الله -عز وجل-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [3] .
بالتقوى ينال المتقي ولاية الله، فولاية الله لا تنال بالأماني، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل [4] » فلا ينال ولاية الله إلا من اتقاه وخافه {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [5] {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [6] {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [7] .
إن التقوى صلة قوية تربط بين المتقين، صلة لا انفصام لعراها ولا تصدع لبناها، وكل علاقة أو صلة أقيمت على غير تقوى الله فلا بد لها من الزوال، أما علاقة التقوى فهي علاقة باقية دائمة أبد الآباد {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [8] بالتقوى يا عباد الله ينجو العبد من النار بعد الورود {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [9] {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [10] ، فاتقوا [1] سورة الطلاق الآية 2 [2] سورة الطلاق الآية 3 [3] سورة الطلاق الآية 5 [4] هذا قول الحسن البصري، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 6 \163، 7\189، وبنحوه أخرج البيهقي في شعب الإيمان 1 \ 80، باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه، وتفاضل أهل الإيمان في إيمانهم ح (30351) [5] سورة يونس الآية 62 [6] سورة يونس الآية 63 [7] سورة يونس الآية 64 [8] سورة الزخرف الآية 67 [9] سورة مريم الآية 71 [10] سورة مريم الآية 72