responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 443
بعد إِخْرَاجه صَحِيح الْإِسْنَاد فَإِن رُوَاته كلهم مدنيون ثِقَات استفتح صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دعاءه بالسلامة من النَّار بِهَذِهِ الفواتح الْعَظِيمَة والممادح الجليلة وتوسل بذلك إِلَى إِجَابَة الدعْوَة وَقبُول المسئلة فَقَالَ يَا من أظهر الْجَمِيل أَي أظهر للنَّاس الْجَمِيل من أَقْوَال عباده وأفعالهم وَستر عَنْهُم الْقَبِيح من أَقْوَالهم وأفعالهم وَهَذَا تفضل مِنْهُ عَظِيم وكرم فياض وَتجَاوز حسن وعَلى الْعباد أَن يقتدوا برَبهمْ فيستروا مَا بَلغهُمْ من قَبِيح الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال ويظهروا مَا وصل إِلَيْهِم من جميلها وَلَا يَكُونُوا كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(أَن يسمعوا سبة طاروا بهَا فَرحا ... مني وَمَا يسمعوا من صَالح دفنُوا)
وَلَا كَمَا قَالَ الآخر
(أَن يسمعوا الْخَيْر يخفوه وَأَن يسمعوا ... شرا أذاعوا وَإِن لم يسمعوا أفكوا)
ثمَّ قَالَ يَا من لَا يُؤَاخذ بالجريرة وَهِي بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا مثناة تَحِيَّة سَاكِنة وَبعدهَا مهمله وَهِي الذَّنب الْكَائِن بِسَبَب من الْأَسْبَاب الَّتِي يتسبب بهَا إِلَى الذُّنُوب ثمَّ قَالَ وَلَا يهتك السّتْر أَي لَا يفضح العَبْد بِمَا يجْرِي مِنْهُ من الذُّنُوب بل يستر عَلَيْهِ حَتَّى إِذا أصر واستكبر وتظاهر وتهتك هتك ستره وفضحه على رُؤْس الْخَلَائق وَإِذا لم يَفْعَله بِهِ فِي الدُّنْيَا فعله فِي الْآخِرَة عِنْد اجْتِمَاع الْخَلَائق ثمَّ وصف ربه تبَارك وَتَعَالَى بِأَنَّهُ حسن التجاوز وَاسع الْمَغْفِرَة وَهَذَانِ الوصفان من أبدع الْأَوْصَاف وأعلاها رُتْبَة فَإِن حسن تجاوزه عَن الْمُسِيء وَفتح بَاب الْمَغْفِرَة لَهُ فقد تكرم أبلغ الْكَرم وجاد أبلغ الْجُود ثمَّ قَالَ يَا باسط الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ أَي هُوَ عز وَجل باسط يَدَيْهِ برحمته على عباده فَلَا يمْنَعهَا إِلَّا عَمَّن تعدى حُدُوده وَخَالف رَسُوله كَمَا هُوَ باسط يَدَيْهِ بالعطاء والجود كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {بل يَدَاهُ مبسوطتان} الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا صَاحب كل نجوى أَي يَا من إِلَيْهِ كل مُنَاجَاة الْعباد وطلقاتهم فَلَا خير إِلَّا مِنْهُ وَلَا نجوى نافعة إِلَّا إِلَيْهِ وَهَذَا معنى قَوْله يَا مُنْتَهى كل شكوى أَي يَا من إِلَيْهِ مُنْتَهى شكوى عباده من كل مَا يصيبهم فَإِنَّهَا لَا تَنْتَهِي

نام کتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست