responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 155
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفش صداع رءوسهم أن تصرعوا
فضلت عداوتهم على أحلامهم ... وأبت ضباب صدورهم ما تنزع
لا تأمنوا قوماً يشبّ صبيهم ... بين الوابل بالعداوة يرضع
قال لقمان لابنه:يا بني! إياك وصاحب السوء،فإنه كالسيف المسلول،يعجبك منظره،ويقبح أثره.
قال المثقّب العبدي:
وصاحب السّوء كالدّاء العياء إذا ... ما ارفض في الجوف يجري هاهنا وهنا
ينبي ويخبر عن عورات صاحبه ... وما رأى عنده من صالحٍ دفنا
كمهر سوءٍ إذا رفعّت سيرته ... رام الجماح وان أخفضته حرنا
إن يحي ذاك فكن منه بمعزلةٍ ... أو مات ذاك فلا تقرب له جننا
ولقعنب بن أم صاحب،وهو قعنب بن حمزه،أحد بني عبد الله بن غطفان، يهجو بني ضبة حيّ من غطفان:
صمّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
فطانة فطنوها لو تكون لهم ... مروءةٌ أو تقًى لله ما فطنوا
إن يسمعوا سيئاً طاروا به فرحاً ... منّي،وما سمعوا من صالحٍ دفنوا
جهلا علينا وجبناً عن عدوهم ... لبئست الخلتان الجهل والجبن
فلن يراجع ودّى ودهم أبنا ... وكنت من بغضهم مثل الذي زكنوا
روى عن معاذ بن جبل، وقد رفعه بعضهم، قال: إذا أحببت أخاً في الله فلا تماره ولا تساره عنه أحداً، فربما صادفت له عدوّا فأخبرك بما ليس فيه، فحال بينك وبينه.
قال أبو الأسود الدؤلى:
وصله ما استقام الوصل منه ... ولا تسمع به قيلاً وقالا
قال محمود الوراق:
لست ممن يماذق الصاحب ال ... ود إذا أظهر الجفاء الصريحا
أنا أنهاه ما استطعت فإن لجّ ... أعرت الفؤاد يأسا مريحا
غير أني على القطيعة لا أظ ... هر هجراً ولا أقول قبيحا
باب العتاب
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أعقل الناس أعذرهم لهم.
قال الأحنف: العتاب مفتاح التّقالى، والعتاب قرين الحقد.
وعن الأصمعيّ قال: قال أعرابي: عاتب من ترجو رجوعه.
قال بعض الحكماء: العتاب علامة الوفاء، وسلاح الأكفاء، وحاصد الجفاء.
قال العتابي: ظاهر العتاب خير من مكنون الحق، وضربة الناصح خير من محبة الشّاني.
قال بعض الحكماء: من كثر حقده قلّ عتابه.
قال محمد بن داود: من لم يعاتب على الزلة، فليس بحافظٍ للخلّه.
قال أسماء بن خارجة الإكثار من العتاب، داعية إلى الملال.
قيل لبعض الأعراب: من الأديب العاقل؟ قال: الفطن المتغافل.
قال بعض الأدباء: من أحب أن يسلم له صديقه، فليقبل عذره، وليقل عتابه، فإن العتاب يجرّ الملال.
قال غيره: العتاب مفتاح القطيعة.
قال عمرو بن بحر العتاب رائد الإنصاف وشفيع المودة، ويد للمحافظة.
أنشدنا الرّياشي،وهي لهشام الرقاشي:؟ أبلغ أبا مسمع عني مغلغلةً وفي العتاب حياةٌ بين أقوام
قدّمت فبلي رجالا لم يكن لهم ... في الحق أن يلجوا الأبواب قدّامي
لو عدّ قبرٌ كنت أمرمهم ... قبراً وأبعدهم من منزل الذّام
وقال عبيد الله بن طاهر:؟ أعاتب من يحلو بقلبي عتابه وأترك من لا أشتهينلا أعاتبه وقال آخر:؟ وليس عتاب المرء للمرء نافعاً إذا لم يكن للمرء لبّ يعاتبه وقال آخر:؟ أعلتب من أحببت في كلّ زلّةٍ ليحتمى الأمر الذي معه العتب
فإني أرى التأديب عند وجوبه ... بمنزلة الغيث الذي قبله الجدب
وقال على بن الجهم:؟ أعاتب ذا المودّة من صديق إذا ما رابني منه اجتناب
إذا ذهب العتاب فليس ودٌّ ... ويبقى الودّ ما بقي العتاب
وقال آخر:
لولا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنّم عندي كبعض الناس
وقال نصر بن أحمد:؟ وتعاتب الإخوان فيما بينهم بعثٌ على الإجلال والإكرام
لولا اعترافي باعترافك في الذي ... تأتي وتترك ما أتاك ملاميوهذا يشبه قول البحتري:
؟ أبا حسن ما كان عتبيك دونهم لواحدةٍ إلاّ لأنك تفهم وقال نصر بن أحمد:

نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست