responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية نویسنده : الخادمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 24
الْقَوْلِ لَيِّنَ الْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا فَحَّاشٍ وَلَا عَيَّابٍ وَلَا مَدَّاحٍ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ كُلِّ أَحَدٍ وَلَوْ عَبْدًا أَوْ أَمَةً أَوْ مِسْكِينًا» .
«قَالَ أَنَسٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - خَدَمْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ وَلَا لِمَ صَنَعْته وَلَا لِمَ تَرَكْته وَيَقُولُ لِكُلِّ مَنْ دَعَاهُ لَبَّيْكَ وَيُمَازِحُ أَصْحَابَهُ وَيُخَالِطُهُمْ وَيُحَادِثُهُمْ وَيُلَاعِبُ صِبْيَانَهُمْ وَيُجْلِسُهُمْ فِي حِجْرِهِ وَيَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَيَقْبَلُ عُذْرَ كُلِّ مُعْتَذِرٍ وَلَمْ يُرَ مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ يُكْرِمُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا بَسَطَ لَهُ ثَوْبَهُ وَيُؤْثِرُهُ بِالْوِسَادَةِ وَيُبْرِمُ فِي الْجُلُوسِ إنْ أَبَى وَيَدْعُو بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِمْ وَلَا يَقْطَعُ حَدِيثَ أَحَدٍ وَإِذَا جَاءَ أَحَدٌ عِنْدَ صَلَاتِهِ يُخَفِّفُ صَلَاتَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ حَاجَتِهِ فَيَعُودُ إلَى صَلَاتِهِ» هَذَا الْكُلُّ مِنْ الشِّفَاءِ.
وَقِيلَ عَنْ الْإِحْيَاءِ «كَانَ يَخْصِفُ النَّعْلَ وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَيَخْدُمُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ كَقَطْعِ اللَّحْمِ مَعَهُنَّ وَيَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَوْ جَرْعَةَ لَبَنٍ أَوْ فَخِذَ أَرْنَبٍ وَيُكَافِئُ عَلَيْهَا وَيَعْصِبُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ مِنْ الْجُوعِ وَيَأْكُلُ مَا حَضَرَ وَلَا يَرُدُّ مَا وَجَدَ وَلَا يَتَوَرَّعُ مِنْ مَطْعَمٍ حَلَالٍ وَلَا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ قَمْحٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةً لَا فَقْرًا وَلَا بُخْلًا بَلْ غَايَةً فِي التَّوَاضُعِ، وَلَا يَهُولُهُ أَمْرٌ دُنْيَاوِيٌّ، وَيَلْبَسُ مَا وَجَدَ فَمَرَّةً شَمْلَةً وَمَرَّةً بُرْدَةً حَمْرَاءَ يَمَانِيَّةً وَمَرَّةً جُبَّةَ صُوفٍ خَاتَمُهُ فِضَّةٌ فِي خِنْصَرِهِ الْأَيْمَنِ أَوْ الْأَيْسَرِ يُرْدِفُ خَلْفَهُ وَلَوْ عَبْدًا، يَرْكَبُ مَا أَمْكَنَ فَرَسًا أَوْ بَعِيرًا أَوْ بَغْلَةً شَهْبَاءَ أَوْ حِمَارًا، وَيَمْشِي رَاجِلًا حَافِيًا بِلَا رِدَاءٍ وَلَا عِمَامَةٍ وَلَا قَلَنْسُوَةٍ، وَكَانَ لَهُ لِقَاحٌ وَغَنَمٌ يَتَقَوَّتُ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْ أَلْبَانِهَا وَكَانَ لَهُ عَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَيَخْرُجُ إلَى بَسَاتِينِ أَصْحَابِهِ، وَإِذَا لَقِيَ أَحَدًا بَدَأَهُ بِالْمُصَافَحَةِ ثُمَّ أَخَذَ يَدَهُ فَشَبَّكَهُ ثُمَّ شَدَّ قَبْضَهُ، وَأَكْثَرُ جُلُوسِهِ يَنْصِبُ سَاقَيْهِ جَمِيعًا وَيُمْسِكُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمَا شِبْهَ الْحَبْوَةِ وَأَكْثَرُ جُلُوسِهِ نَحْوُ الْقِبْلَةِ، وَإِذَا سَكَتَ يُكَلِّمُ أَصْحَابَهُ، وَلَا يَأْكُلُ الْحَارَّ وَيَأْكُلُ مِمَّا يَلِيهِ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ وَقَدْ يَسْتَعِينُ بِالرَّابِعَةِ لَا بِأُصْبُعَيْنِ لِكَوْنِهِ أَكْلَ الشَّيْطَانِ، وَيَتَحَدَّثُ مَعَ أَصْحَابِهِ وَلَوْ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا كَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ رِفْقًا بِهِمْ وَتَوَاضُعًا وَيَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَحْيَانًا وَيَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ وَلَا يَزْجُرُ إلَّا عَنْ حَرَامٍ» .
وَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ الْخُضْرَةَ وَالْقَمِيصَ وَالْحِبَرَةَ وَمُقَدَّمَ الشَّاةِ وَالْحُلْوَ الْبَارِدَ مِنْ الشَّرَابِ وَاللَّبَنَ وَشُرْبَ الْعَسَلِ وَصَوْمَ شَعْبَانَ وَالْخَلَّ وَالثَّرِيدَ مِنْ الْخُبْزِ وَالرُّطَبَ وَالْبِطِّيخَ وَكَتِفَ اللَّحْمِ وَيُخَفِّفُ الصَّلَاةَ لِلنَّاسِ وَيُطَوِّلُ لِنَفْسِهِ وَيَسْجُدُ شُكْرًا عِنْدَ مَسَرَّةٍ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى فِيهِ عِنْدَ الضَّحِكِ وَقَمِيصُهُ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَكُمُّهُ مَعَ الْأَصَابِعِ وَلَهُ بُرْدٌ يَلْبَسُهُ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ وَلَهُ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ وَيَعُودُ مَرِيضًا بَعْدَ ثَلَاثٍ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ طُولًا وَعَرْضًا وَيَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَأْكُلُ عَلَيْهَا وَيَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَيَتَنَوَّرُ وَيُعْجِبُهُ الْقَرْعُ وَالذِّرَاعَانِ وَالْكَتِفُ وَالرِّيحُ الطَّيِّبَةُ» وَلْنَكْتَفِ بِهَذَا الْقَدْرِ الْإِجْمَالِيِّ

(وَإِنَّ الشَّيْطَانَ) عَطَفَ عَلَى وَإِنَّ الظَّفَرَ بِهَا. إمَّا فَيْعَالُ عَلَى أَنْ تَكُونَ نُونُهُ أَصْلِيَّةً مِنْ شَطَنَ إذَا بَعُدَ لِبُعْدِهِ عَنْ الْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ أَوْ فَعْلَانُ عَلَى أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً مِنْ شَاطَ إذَا هَلَكَ أَوْ بَطَلَ فَالْوَجْهُ فِيهِمَا ظَاهِرٌ أَوْ إذَا أَسْرَعَ فِي السَّيْرِ لِسُرْعَةِ سَيْرِهِ فِي بَاطِنِ الْآدَمِيِّ أَوْ فِي إضْلَالِ الْآدَمِيِّ أَوْ إذَا احْتَرَقَ لِكَوْنِ أَصْلِهِ نَارًا أَوْ لِكَوْنِ أَوَّلِهِ نَارًا فَعَلَى هَذَيْنِ يَجُوزُ صَرْفُهُ وَعَدَمُ صَرْفِهِ إذَا جُعِلَ عَلَمًا.
قَالَ الْجَعْبَرِيُّ الشَّيْطَانُ إبْلِيسُ وَجُنُودُهُ وَالْمُرَادُ الْجِنْسُ وَقِيلَ عَنْ تَفْسِيرِ الْخَازِنِ جِنْسٌ لِلْمَرَدَةِ مِنْ الشَّيَاطِينِ الظَّاهِرُ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرَدَةٌ ثُمَّ اُخْتُلِفَ أَنَّ الشَّيْطَانَ وَالْجِنَّ هَلْ هُمَا مَوْجُودَانِ أَوْ مَعْدُومَانِ وَالْأَصَحُّ هُوَ الْأَوَّلُ فَعَلَى الْأَوَّلِ اُخْتُلِفَ أَيْضًا هَلْ هُمَا مُجَرَّدَانِ غَيْرُ مُتَحَيِّزَيْنِ أَوْ لَا؟ وَأَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى الثَّانِي فَعَلَى الثَّانِي اُخْتُلِفَ أَيْضًا فِي أَنَّهُمَا هَلْ مُخْتَلِفَانِ بِمَعْنَى أَنَّ الشَّيْطَانَ جِسْمٌ لَطِيفٌ نَارِيٌّ قَادِرٌ عَلَى التَّشَكُّلِ بِأَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْجِنُّ هَوَائِيٌّ قَادِرٌ عَلَى التَّشَكُّلِ كَذَلِكَ وَأَيْضًا الْمَلَكُ جِسْمٌ لَطِيفٌ نُورِيٌّ كَذَلِكَ أَوْ مُتَّحِدَانِ جِنْسًا فَمَا يَكُونُ مِنْهُمْ خَيِّرَةً سَعِيدَةً جِنٌّ وَشِرِّيرَةً شَقِيَّةً شَيْطَانٌ قِيلَ وَلَهُمْ عُقُولٌ وَقُدْرَةٌ عَلَى أَعْمَالٍ صَعْبَةٍ فَإِنْ قِيلَ هَلْ لِلشَّيْطَانِ نَسْلٌ قُلْنَا نَعَمْ.
قَالَ أَبُو الْمُعِينِ النَّسَفِيُّ فِي بَحْرِ الْكَلَامِ قِيلَ إنَّ الشَّيَاطِينَ تَبِيضُ بَيْضَاتٍ وَيَخْرُجُ مِنْهَا الْوَلَدُ وَفِي الْخَبَرِ أَنَّ فِي إحْدَى فَخِذَيْهِ فَرْجًا وَفِي الْأُخْرَى ذَكَرًا فَيُجَامِعُ

نام کتاب : بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية نویسنده : الخادمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست