responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 288
انتظامًا، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك نصيبك من الآخرة، وأنت من الدنيا على خطر"[1].
ومثله ما وجه إليه علي بن عتام حين قال:
"ما أحب إلي أن يكون المسلم محترفا. فإن المسلم إذا احتاج أول ما يبذل دينه"[2].
والواقع إن القعود عن العمل وجمع المال والسيطرة على موارده من قبل غير المؤمنين أضر بالإسلام والمسلمين، والناس أجمعين في الداخل والخارج. ففي الداخل أخرس ألسنة العلماء عن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وعن مواجهة الظالم بظلمه، بل تحول الكثير منهم إلى أدوات تبرر الظلم وتسوغه. أما في الخارج فإن حاجة الشعوب والأمم إلى المال أجبرتها في كثير من المواقف، والسياسات إلى التنازل عن كراماتها واستقلال، وقيمها في الفضائل الإنسانية.
والمترفون عادة يجزئون مفهوم الدين -من خلال علمائهم أو سحرتهم- فيفصلون بين المظهر الديني للعبادة، وبين المظهر الاجتماعي، ويفرغون المصطلحات الدينية من محتوياتها الاجتماعية، ثم يؤولونها بمعان غيبية لا علاقة لها بالواقع، ويصرفون الأفهام عن "الأعمال" إلى "الأشكال"، ويجعلون الزهد رضا بالفقر والفاقة وانتظارا لنعيم الآخرة وعدلها، والمخدوعون لا يفطنون إلى أن سد هذه الحاجات الدنيوية يهدم هذا الجسر، فيسقط في جهنم الدنيا والآخرة سواء. ولذلك دعا إبراهيم عليه السلام أن يرزق الله ذريته التي أسكنها بواد غير ذي زرع من الثمرات، لعلهم يشكرون ويصلون ويسبحون.

[1] ابن تيمية، الفتاوى، كتاب الجهاد، جـ28، ص396.
[2] البيهقي، الجامع لشعب الإيمان، جـ3، ص437.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست