responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق إلى الامتياز نویسنده : إبراهيم الفقي    جلد : 1  صفحه : 26
فنظر إليه الرجل الحكيم بابتسامة هادئة، وقال له: أيها الشاب.. ... لقد أخذت بالأسباب كلها، لدرجة أنك فتنت بالأسباب، ولم ترجع إلى مسبب الأسباب؛ فهلكت بالأسباب..
فنظر إليه الشاب، وقال له: ماذا تقول؟! إنك لم تقل لي هذا الكلام من قبل.. فقال له: عندما أتيتَ إلى هنا في المرة قلتَ جملة أعجبتني جداً، وهي: أن الله - عز وجل - مجيب الدعوات، فأنت دعوت الله - عز وجل - فوجدتني عندها مباشرة أضع يدي على كتفك، ولكنك عندما رجعت أخطأت نفس الخطأ الذي يخطئه كثير من الناس، وهو أنهم يظنون أن الأسباب هي التي تنفعهم بذاتها، ونسوا أن مسبب الأسباب هو صاحب هذه الأسباب، وهو الذي ينفعهم؛ ولذلك فلابد وأن تعي جيداً قول الله - عز وجل -: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [1] .. فنظر الشاب إلى الرجل الحكيم وبكى، وقال: لا أعرف كيف أعتذر لك.. فقال له: لا تعتذر؛ فربنا - عز وجل - قريب ويسمعك جيداً، وربنا وضعك هناك لترجع إليه أولاً، وتذكر دائماً قول الحق - عز وجل -: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [2] ..

[1] سورة آل عمران: 159.
[2] سورة الكهف: 30.
نام کتاب : الطريق إلى الامتياز نویسنده : إبراهيم الفقي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست