responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 220
أ- الاعتبار بالقصص:
لكل قصة قرآنية أو نبوية، كما رأينا، هدف تربوي رباني سيقت من أجله، والعبرة بالقصة إنما يتوصل إليها صاحب الفكر الواعي، والذي لا يطغى هواه على عقله وفطرته، بل يستنبط من القصة المغزى الحق وفي ذلك يقول الله تعالى بعد ذكر قصة يوسف: {فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 12/ 111] .
"ووجه الاعتبار بهذه القصة: أن الذي قدر على إنجاء يوسف بعد إلقائه في الجب، وإعلائه بعد وضعه في السجن، وتمليكه مصر بعد أن بيع بيع العبيد بالثمن الخسيس، والتمكين له في الأرض من بعد ذلك الإسار، والحبس الطويل وإعزازه على من بغاه سوءا من إخواته، وجمع شمله بهم وبأبويه على ما أحب بعد المدة الطويلة، والمجيء بهم من الشقة النائية البعيدة.
إن الذي قدر على ذلك كله أيها الناس!! لقادر على إعزاز محمد صلى الله عليه وسلم، وإعلاء كلمته وإظهار دينه فيخرجه من بين أظهركم ثم يظهره عليكم، ويمكن له في البلاد ويؤيده بالجند والرجال والأتباع والأصحاب، وإن مرت به الشدائد، وأتت دونه الأيام والليالي والحوادث.
وإنما قال: {لِأُولِي الْأَلْبَاب} ، وهم أصحاب العقول الراجحة؛ لأن أهل البصيرة والروية من العقلاء، هم الذين يعتبرون بعواقب الأمور التي تدل عليها أوائلها، ومقدماتها بعد التأمل في صفاتها وحقيقتها، وأما الأغرار الغافلون، والظالمون المعاندون فلا يمرنون عقولهم على الاستقلال في النظر الاعتبار بما جرى على الأفراد والأمم، فلا يفيدهم النصح والتذكير، ولا سوء العاقبة والمصير"[1].
التعليق التربوي:
تهتم التربية الإسلامية إذن، بالعبرة من القصة، وبهذه العبرة تربي عند الناشئ الأخلاق الإسلامية والعواطف الربانية، ولما كانت العبرة إنما تواتي أصحاب

[1] تفسير سورة يوسف للسيد رشيد رضا ص154-155، ط مطبعة المنار بمصر.
نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست