نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 170
ولا أبي الذي ولدني قال فثارت الشيعة عليه فأخذ يذكر من فضائل علي ومناقبه وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ اسْتُشْهِدَ فَقَالَتْ أُمُّهُ هَنِيئًا لَكَ عصفور من عصافير الجنة هَاجَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَنْفَعُهُ وَيَمْنَعُ مَا لَا يضره [1] حديث دخل عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَهُوَ عَلِيلٌ فَسَمِعَ امْرَأَةً تقول هنيئا له الجنة الحديث تقدم أيضا
وَكَيْفَ لَا يَخَافُ الْمُؤْمِنُونَ كُلُّهُمْ وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا [2] حديث أنه وجبريل صلى الله عليهما وسلم بكيا خوفاً من الله عز وجل فأوحى الله إليهما لم تبكيان الحديث أخرجه ابن شاهين في شرح السنة من حديث عمر ورويناه في مجلس عن أماني أبي سعيد النقاش بسند ضعيف
وكأنهما إذ علما أن الله هو علام الغيوب وأنه لا وقوف لهما على غاية الأمور لم يأمنا أن يكون قوله قد أمنتكما ابتلاءً وامتحاناً لهما ومكراً بهما حتى إن سكن خوفهما ظهر أنهما قد أمنا من المكر وما وفيا بقولهما [1] حديث إن رجلا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ اسْتُشْهِدَ فَقَالَتْ أُمُّهُ هَنِيئًا لك يا بني الجنة رواه البيهقي في الشعب إلا أنه قال فقالت أمه هنيئاً لك الشهادة وهو عند الترمذي إلا أنه قال إن رجلاً قال له أبشر بالجنة وقد تقدم في ذم المال والبخل مع اختلاف
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَهُوَ عَلِيلٌ فَسَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَةُ على الله تعالى فقال المريض هي أمي يا رسول الله فقال وَمَا يُدْرِيكِ لَعَلَّ فُلَانًا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِمَا لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه [2] حديث شيبتني هود وأخواتها الحديث أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث ابن عباس وهو في الشمائل من حديث أبي جحيفة وقد تقدم في كتاب السماع
سُورَةُ الْوَاقِعَةِ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ فَقَالَ الْعُلَمَاءُ لَعَلَّ ذَلِكَ لِمَا فِي سُورَةِ هود من الإبعاد كقوله تعالى ألا بعد لعاد قوم هود ألا بعداً لثمود ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود مَعَ عِلْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ لو شاء الله ما أشركوا إذا لو شاء لآتى كل نفس هداها وفي سورة الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة أي جف القلم بما هو كائن وتمت السابقة حتى نزلت الواقعة إما خافضة قوما كانوا مرفوعين في الدنيا وإما رافعة قوما كانوا مخفوضين في الدنيا
وفي سورة التكوير أهوال يوم القيامة وانكشاف الخاتمة وهو قوله تعالى وإذا الجحيم سعرت وإذا الجنة أزلفت علمت نفس ما أحضرت وفي عم يتساءلون يوم ينظر المرء ما قدمت يداه الآية وقوله تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا والقرآن من أوله إلى آخره مخاوف لمن قرأه بتدبر ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى لكان كافيا إذ علق المغفرة على أربعة شروط يعجز العبد عن آحادها وأشد منه قوله تعالى فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين وقوله تعالى ليسأل الصادقين عن صدقهم وقوله تعالى سنفرغ لكم أيه الثقلان وقوله عز وجل أفأمنوا مكر الله الآية
وقوله وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد وقوله تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا الآيتين
وقوله تعالى وإن منكم إلا واردها الآية وقوله اعملوا ما شئتم الآية وقوله من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية
قوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآيتين
وقوله تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل الآية
وكذلك قوله تعالى والعصر إن الإنسان لفي خسر إلى آخر السورة فهذه أربعة شروط للخلاص من الخسران وإنما كان خوف الأنبياء مع ما فاض عليهم من النعم لأنهم لم يأمنوا مكر الله تعالى فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون حتى روى أن النبي وجبريل عليهما الصلاة والسلام بكيا خوفا من الله تعالى فأوحى الله إليهما لم تبكيان وقد أمنتكما فقالا ومن يأمن مكرك
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 170