مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
العربیة
راهنمای کتابخانه
جستجوی پیشرفته
همه کتابخانه ها
صفحهاصلی
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
همهگروهها
نویسندگان
الجدید
القدیم
همهگروهها
نویسندگان
كتب الألباني
كتب ابن تيمية
كتب ابن القيم
كتب ابن أبي الدنيا
همهگروهها
نویسندگان
مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
2
صفحهبعدی»
صفحهآخر»»
««اول
«قبلی
جلد :
1
2
بعدی»
آخر»»
نام کتاب :
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
نویسنده :
ابن القيم
جلد :
1
صفحه :
190
اودع سُبْحَانَهُ هَذَا السِّرّ العجيب فِي هَذَا الْمِقْدَار الصَّغِير بِحَيْثُ تنطبع فِيهِ صُورَة السَّمَوَات مَعَ اتساع اكنافها وتباعد اقطارها وشق لَهُ السّمع وَخلق الاذن احسن خلقه وابلغها فِي حُصُول الْمَقْصُود مِنْهَا فَجَعلهَا مجوفة كالصدفة لِتجمع الصَّوْت فتؤديه الى الصماخ وليحس بدبيب الْحَيَوَان فِيهَا فيبادر الى اخراجه وَجعل فِيهَا غضونا وتجاويف واعوجاجات تمسك الْهَوَاء وَالصَّوْت الدَّاخِل فتكسر حِدته ثمَّ تُؤَدِّيه الى الصماخ وَمن حِكْمَة ذَلِك ان يطول بِهِ الطَّرِيق على الْحَيَوَان فَلَا يصل الى الصماخ حَتَّى يَسْتَيْقِظ اَوْ ينتبه لامساكه وَفِيه ايضا حكم غير ذَلِك ثمَّ اقْتَضَت حِكْمَة الرب الْخَالِق سُبْحَانَهُ ان جعل مَاء الاذن مرا فِي غَايَة المرارة فَلَا يُجَاوِزهُ الْحَيَوَان وَلَا يقطعهُ دَاخِلا الى بَاطِن الاذن بل إِذا وصل اليه اعْمَلْ الْحِيلَة فِي رُجُوعه وَجعل مَاء الْعَينَيْنِ ملحا ليحفظها فَإِنَّهَا شحمة قَابِلَة للْفَسَاد فَكَانَت ملوحة مَائِهَا صِيَانة لَهَا وحفظا وَجعل مَاء الْفَم عذبا حلوا ليدرك بِهِ طعوم الاشياء على مَا هِيَ عَلَيْهِ إِذْ لَو كَانَ على غير هَذِه الصّفة لاحالها الى طَبِيعَته كَمَا ان من عرض لفمه المرارة اسْتمرّ طعم الاشياء الَّتِي لَيست بِمرَّة كَمَا قيل
وَمن يَك ذَا فَم مر مَرِيض ... يجدمرا بِهِ المَاء الزلالا
وَنصب سُبْحَانَهُ قَصَبَة الانف فِي الْوَجْه فَأحْسن شكله وهيأته وَوَضعه وَفتح فِيهِ المنخرين وحجز بَينهمَا بحاجز واودع فيهمَا حاسة الشم الَّتِي تدْرك بهَا انواع الروائح الطّيبَة والخبيثة والنافعة والضارة وليستنشق بِهِ الْهَوَاء فيوصله الى الْقلب فيتروح بِهِ ويتغذى بِهِ ثمَّ لم يَجْعَل فِي دَاخله من الاعوجاجات والغضون مَا جعل فِي الاذن لِئَلَّا يمسك الرَّائِحَة فيضعفها وَيقطع مجْراهَا وَجعله سُبْحَانَهُ مصبا تنحدر اليه فضلات الدِّمَاغ فتجتمع فِيهِ ثمَّ تخرج مِنْهُ واقتضت حكمته ان جعل اعلاه ادق من اسفله لَان اسفله إِذا كَانَ وَاسِعًا اجْتمعت فِيهِ تِلْكَ الفضلات فَخرجت بسهولة ولانه يَأْخُذ من الْهَوَاء ملأَهُ ثمَّ يتصاعد فِي مجْرَاه قَلِيلا حَتَّى يصل الى الْقلب وصُولا لَا يضرّهُ وَلَا يزعجه ثمَّ فصل بَين المنخرين بحاجز بَينهمَا حِكْمَة مِنْهُ وَرَحْمَة فَإِنَّهُ لما كَانَ قَصَبَة ومجرى ساترا لما يتحدر فِيهِ من فضلات الراس ومجرى النَّفس الصاعد مِنْهُ جعل فِي وَسطه حاجزا لِئَلَّا يفْسد بِمَا يجرى فِيهِ فَيمْنَع نشقه للنَّفس بل إِمَّا ان تعتمد الفضلات نازلة من اُحْدُ المنفذين فِي الْغَالِب فَيبقى الاخر للتنفس وَإِمَّا ان يجرى فيهمَا فينقسم فَلَا ينسد الانف جملَة بل يبْقى فِيهِ مدْخل للتنفس وايضا فَإِنَّهُ لما كَانَ عضوا وَاحِدًا وحاسة وَاحِدَة وَلم يكن عضوين وحاستين كالاذنين والعينين اللَّتَيْنِ اقْتَضَت الْحِكْمَة تعددهما فَإِنَّهُ رُبمَا اصيبت احداهما اوعرضت لَهَا آفَة تمنعها من كمالها فَتكون الاخرى سَالِمَة فَلَا تتعطل
نام کتاب :
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
نویسنده :
ابن القيم
جلد :
1
صفحه :
190
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
2
صفحهبعدی»
صفحهآخر»»
««اول
«قبلی
جلد :
1
2
بعدی»
آخر»»
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
کتابخانه
مدرسه فقاهت
کتابخانهای رایگان برای مستند کردن مقالهها است
www.eShia.ir