responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 168
حكما وعلما وَكَذَلِكَ نجزي الْمُحْسِنِينَ وَمن هَذَا قَالَ بعض الْعلمَاء تَقول الْحِكْمَة من التمسني فَلم يجدني فليعمل باحسن مَا يعلم وليترك اقبح مَا يعلم فَإِذا فعل ذَلِك فَإنَّا مَعَه وَإِن لم يعرفنِي الْوَجْه الثَّانِي والاربعون بعدالمائة ان الله سُبْحَانَهُ جعل الْعلم للقلوب كالمطر للارض فَكَمَا انه لَا حَيَاة للارض الا بالمطر فَكَذَلِك لَا حَيَاة للقلب الا بِالْعلمِ وَفِي الْمُوَطَّأ قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ يَا بني جَالس الْعلمَاء وزاحمهم بركبتيك فان الله تَعَالَى يحيى الْقُلُوب الْميتَة بِنور الْحِكْمَة كَمَا يحيى الارض بوابل الْمَطَر وَلِهَذَا فَإِن الأرضإنا تحْتَاج الى الْمَطَر فِي بعض الاوقات فَإِذا تتَابع عَلَيْهَا احْتَاجَت الى انْقِطَاعه واما الْعلم فَيحْتَاج اليه بِعَدَد الانفاس ولاتزيده كثرته الا صلاحا ونفعا الْوَجْه الثَّالِث والاربعون بعد الْمِائَة ان كثيرا من الاخلاق الَّتِي لَا تحمد فِي الشَّخْص بل يذم عَلَيْهَا تحمد فِي طلب الْعلم كالملق وَترك الاستحياء والذل والتردد الى ابواب الْعلمَاء وَنَحْوهَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة جَاءَ فِي الحَدِيث لَيْسَ الملق من اخلاق الْمُؤمنِينَ الا فِي طلب الْعلم وَهَذَا اثر عَن بعض السّلف وَقَالَ ابْن عَبَّاس ذللت طَالبا فعززت مَطْلُوبا وَقَالَ وجدت عَامَّة علم رَسُول الله عِنْد هَذَا الْحَيّ من الانصار إِن كنت لاقيل عِنْد بَاب احدهم وَلَو شِئْت اذن لي وَلَكِن ابْتغى بذلك طيب نَفسه وَقَالَ ابو اسحاق قَالَ على كَلِمَات لَو رحلتم الْمطِي فِيهِنَّ لافنيتموهن قبل ان تدركوا مِثْلهنَّ لايرجون عبد الا ربه وَلَا يخافن الا ذَنبه وَلَا يستحيي من لاي علم ان يتَعَلَّم وَلَا يستحيي إِذا سُئِلَ عَمَّا لَا يعلم ان يَقُول لَا أعلم وَاعْلَمُوا ان منزلَة الصَّبْر من الايمان كمنزلة الراس من الْجَسَد فَإِذا ذهب الراس ذهب الْجَسَد وَإِذا ذهب الْبَصَر ذهب الايمان وَمن كَلَام بعض الْعلمَاء لاينال الْعلم مستحي وَلَا متكبر هَذَا يمنعهُ حياؤه من التَّعَلُّم وَهَذَا يمنعهُ كبره وَإِنَّمَا حمدت هَذِه الاخلاق فِي طلب الْعلم لانها طَرِيق الى تَحْصِيله فَكَانَت من كَمَال الرجل ومفضية الى كَمَاله وَمن كَلَام الْحسن من استتر عَن طلب الْعلم بِالْحَيَاءِ لبس للْجَهْل سرباله فَاقْطَعُوا سرابيل بِالْحَيَاءِ فانه من رُؤْيَة وَجهه رق علمه وَقَالَ الْخَلِيل منزلَة الْجَهْل بَين الْحيَاء والانفة وَمن كَلَام على رضى الله تَعَالَى عَنهُ قرنت الهيبة بالخيبة وَالْحيَاء بالحرمان وَقَالَ إِبْرَاهِيم لمنصور سل مَسْأَلَة الحمقى واحفظ حفظ الاكياس وَكَذَلِكَ سُؤال النَّاس هُوَ عيب وَنقص فِي الرجل وذلة تنَافِي الْمُرُوءَة الا فِي الْعلم فَإِنَّهُ عين كَمَاله ومروءته وعزه كَمَا قَالَ بعض اهل الْعلم خير خِصَال الرجل السُّؤَال عَن الْعلم وَقيل إِذا جَلَست الى عَالم فسل تفقها لاتعنتا وَقَالَ رية بن العجاج اتيت النسابة الْبكْرِيّ فَقَالَ من انت قلت انا ابْن العجاج قَالَ قصرت وَعرفت لَعَلَّك كقوم ان سكت لم يسلوني وان تَكَلَّمت لم يعوا عني قلت ارجو ان لَا اكون كَذَلِك قَالَ مَا اعداء الْمُرُوءَة قلت تُخبرنِي قَالَ بنوعم السوء ان رَأَوْا حسنا ستروه وَإِن رَأَوْا سَيِّئًا اذاعوه ثمَّ قَالَ إِن للْعلم آفَة ونكدا وهجنة فآفته

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست