responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 156
وجراءته موقن بَان الرجل يدع لَهُ نَاقَته يفتدى بهَا من نَفسه قَالُوا وعَلى هَذَا يخرج معنى الحَدِيث نَحن احق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم وَفِيه اجوبة لَكِن بَين العيان وَالْخَيْر رُتْبَة طلب إِبْرَاهِيم زَوَالهَا بقوله وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي فعبرعن تِلْكَ الرُّتْبَة بِالشَّكِّ وَالله اعْلَم الْوَجْه الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة مَا رَوَاهُ ابو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث انس بن مَالك يرفعهُ الى النَّبِي قَالَ طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم وَهَذَا وان كَانَ فِي سَنَده حَفْص بن سُلَيْمَان وَقد ضعف فَمَعْنَاه صَحِيح فَأن الايمان فرض على كل وَاحِد وَهُوَ مَاهِيَّة مركبة من علم وَعمل فَلَا يتَصَوَّر وجود الايمان الا بِالْعلمِ وَالْعَمَل ثمَّ شرائع الاسلام وَاجِبَة على كل مُسلم وَلَا يُمكن اداؤها الا بعدمعرفتها وَالْعلم بهَا وَالله تَعَالَى اخْرُج عباده من بطُون امهاتهم لَا يعلمُونَ شَيْئا فَطلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم وَهل تمكن عبَادَة الله الَّتِي هِيَ حَقه على الْعباد كلهم الا بِالْعلمِ وَهل ينَال الْعلم الا بِطَلَبِهِ ثمَّ إِن الْعلم بالمفروض تعلمه ضَرْبَان ضرب مِنْهُ فرض عين لَا يسع مُسلما جَهله وَهُوَ انواع النَّوْع الاول علم اصول الايمان الْخَمْسَة الايمان بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الاخر فَإِن من لم يُؤمن بِهَذِهِ الْخَمْسَة لم يدْخل فِي بَاب الايمان ولايستحق اسْم الْمُؤمن قَالَ الله تَعَالَى وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر وَالْمَلَائِكَة وَالْكتاب والنبيين {وَقَالَ} وَمن يكفر بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الاخر فقد ضل ضلالا بَعيدا وَلما سَأَلَ جِبْرِيل رَسُول الله عَن الايمان فَقَالَ ان تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الاخر قَالَ صدقت فالايمان بِهَذِهِ الاصول فرع مَعْرفَتهَا وَالْعلم بهَا النَّوْع الثَّانِي علم شرائع الاسلام وَاللَّازِم مِنْهَا علم مَا يخص العَبْد من فعلهَا كعلم الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْحج وَالزَّكَاة وتوابعها وشروطها ومبطلاتها النَّوْع الثَّالِث علم الْمُحرمَات الْخَمْسَة الَّتِي اتّفقت عَلَيْهَا الرُّسُل والشرائع والكتب الالهية وَهِي الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن والاثم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق وان تُشْرِكُوا بِاللَّه مَا لم ينزل بِهِ سُلْطَانا وان تَقولُوا على الله مَالا تعلمُونَ فَهَذِهِ مُحرمَات على كل وَاحِد فِي كل حَال على لِسَان كل رَسُول لَا تُبَاح قطّ وَلِهَذَا اتى فِيهَا بانما المفيدة للحصر مُطلقًا وَغَيرهَا محرم فِي وَقت مُبَاح فِي غَيره كالميتة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَنَحْوه فَهَذِهِ لَيست مُحرمَة على الاطلاق والدوام فَلم تدخل تَحت التَّحْرِيم المحصور الْمُطلق النَّوْع الرَّابِع علم احكام المعاشرة والمعاملة الَّتِي تحصل بَينه وَبَين النَّاس خُصُوصا وعموما وَالْوَاجِب فِي هَذَا النَّوْع يخْتَلف باخْتلَاف احوال النَّاس ومنازلهم فَلَيْسَ الْوَاجِب على الامام مَعَ رَعيته كالواجب على الرجل مَعَ اهله وجيرته وَلَيْسَ الْوَاجِب على من نصب نَفسه لانواع التِّجَارَات من تعلم احكام الْبياعَات كالواجب على من لَا يَبِيع وَلَا يَشْتَرِي الا مَا تَدْعُو الْحَاجة اليه وتفصيل هَذِه الْجُمْلَة لَا يَنْضَبِط بِحَدّ لاخْتِلَاف النَّاس فِي اسباب الْعلم الْوَاجِب وَذَلِكَ يرجع

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست