responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 152
عرب نرى لله فِي اموالنا ... حق الزَّكَاة منزلا تَنْزِيلا
ومنعت طَائِفَة هَذَا الاطلاق وَقَالَت لَا يُقَال لَاحَدَّ انه خَليفَة الله فَإِن الْخَلِيفَة انما يكون عَمَّن يغيب ويخلفه غَيره وَالله تَعَالَى شَاهد غير غَائِب قريب غير بعيد رَاء وسامع فمحال ان يخلفه غَيره بل هُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يخلف عَبده الْمُؤمن فَيكون خَلِيفَته كَمَا قَالَ النَّبِي فِي حَدِيث الدَّجَّال ان يخرج وانا فِيكُم فانا حجيجه دونكم وان يخرج وَلست فِيكُم فامرؤ حجيج نَفسه وَالله خليفتي على كل مُؤمن والْحَدِيث فِي الصَّحِيح وَفِي صَحِيح مُسلم ايضا من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو ان رَسُول الله كَانَ يَقُول اذا سَافر اللَّهُمَّ انت الصاحب فِي السّفر والخليفة فِي الاهل والحضر الحَدِيث وَفِي الصَّحِيح ان النَّبِي قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لابي سَلمَة وارفع دَرَجَته فِي المهديين واخلفه فِي اهله فَالله تَعَالَى هُوَ خَليفَة العَبْد لَان العَبْد يَمُوت فَيحْتَاج الى من يخلفه فِي اهله قَالُوا وَلِهَذَا انكر الصّديق رضى الله عَنهُ على من قَالَ لَهُ يَا خَليفَة الله قَالَ لست بخليفة الله وَلَكِنِّي خَليفَة رَسُول الله وحسبي ذَلِك قَالُوا وَأما قَوْله تَعَالَى اني جَاعل فِي الارض خَليفَة فَلَا خلاف ان المُرَاد بِهِ آدم وَذريته وَجُمْهُور اهل التَّفْسِير من السّلف وَالْخلف على انه جعله خَليفَة عَمَّن كَانَ قبله فِي الارض قيل عَن الْجِنّ الَّذين كَانُوا سكانها وَقيل عَن الْمَلَائِكَة الَّذين سكنوها بعدالجن وقصتهم مَذْكُورَة فِي التفاسير وَأما قَوْله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي جعلكُمْ خلائف فِي الارض فَلَيْسَ المُرَاد بِهِ خلائف عَن الله وانما المُرَاد بِهِ انه جعلكُمْ يخلف بَعْضكُم بَعْضًا فَكلما هلك قرن خَلفه قرن إِلَى آخر الدَّهْر ثمَّ قيل ان هَذَا خطاب لَامة مُحَمَّد خَاصَّة أَي جعلكُمْ خلائف من الامم الْمَاضِيَة فهلكوا وورثتم انتم الارض من بعدهمْ وَلَا ريب ان هَذَا الْخطاب للامة وَالْمرَاد نوع الانسان الَّذِي جعل الله اباهم خَليفَة عَمَّن قبله وَجعل ذُريَّته يخلف بَعضهم بَعْضًا الى قيام السَّاعَة وَلِهَذَا جعل هَذَا آيَة من آيَاته كَقَوْلِه تَعَالَى امن يُجيب الْمُضْطَر أذا دَعَاهُ ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض واما قَول مُوسَى لِقَوْمِهِ ويستخلفكم فِي الارض فَلَيْسَ ذَلِك استخلافا عَنهُ وانما هُوَ اسْتِخْلَاف عَن فِرْعَوْن وَقَومه اهلكهم وَجعل قوم مُوسَى خلفاء من بعدهمْ وَكَذَا قَول النَّبِي ان الله مستخلفكم فِي الارض أَي من الامم الَّتِي تهْلك وتكونون انتم خلفاء من بعدهمْ قَالُوا واما قَول الرَّاعِي فَقَوْل شَاعِر قَالَ قصيدة فِي غيبَة الصّديق لَا يدْرِي ابلغت ابا بكر ام لَا وَلَو بلغته فَلَا يعلم انه اقره على هَذِه اللَّفْظَة ام لَا قلت ان اريد بالاضافة الى الله انه خَليفَة عَنهُ فَالصَّوَاب قَول الطَّائِفَة الْمَانِعَة مِنْهَا وان اريد بالاضافة ان الله اسْتَخْلَفَهُ عَن غَيره مِمَّن كَانَ قله قبلهفهذا لَا يمْتَنع فِيهِ الاضافة وحقيقتها خَليفَة الله الَّذِي جعله الله خلفا عَن غَيره وَبِهَذَا يخرج الْجَواب عَن قَول امير الْمُؤمنِينَ اولئك خلفاء الله فِي ارضه فان قيل هَذَا لامدح فِيهِ لَان هَذَا

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست