responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 144
وانتحال المبطلين وتاويل الْجَاهِلين وَهَذَا يدل على انه لَا يزَال مَحْمُولا فِي الْقُرُون قرنا بعد قرن وَفِي صَحِيح ابي حَاتِم من حَدِيث الْخَولَانِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله لَا يزَال الله يغْرس فِي هَذَا الدّين غرسا يستعملهم فِي طَاعَته وغرس الله هم اهل الْعلم وَالْعَمَل فَلَو خلت الارض من عَالم خلت من غرس الله وَلِهَذَا القَوْل حجج كَثِيرَة لَهَا مَوضِع آخر وَزَاد الكذابون فِي حَدِيث على إِمَّا ظَاهرا مَشْهُورا وَإِمَّا خفِيا مَسْتُورا وظنوا ان ذَلِك دَلِيل لَهُم على القَوْل بالمنتظر وكلن هَذِه الزِّيَادَة من وضع بعض كَذَا بيهم والْحَدِيث مَشْهُور عَن عَليّ لم يقل اُحْدُ عَنهُ هَذِه الْمقَالة الا كَذَّاب وحجج اله لَا تقوم بخفي مَسْتُور لَا يَقع الْعَالم لَهُ على خبر وَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي شَيْء اصلا فَلَا جَاهِل يتَعَلَّم مِنْهُ وَلَا ضال يَهْتَدِي بِهِ وَلَا خَائِف يَأْمَن بِهِ وَلَا ذليل يتعزز بِهِ فَأَي حجَّة لله قَامَت بِمن لَا يرى لَهُ شخص وَلَا يسمع مِنْهُ كلمة وَلَا يعلم لَهُ مَكَان وَلَا سِيمَا على أصُول الْقَائِلين بِهِ فَإِن الَّذِي دعاهم الى ذَلِك انهم قَالُوا لَا بُد مِنْهُ فِي اللطف بالمكلفين وَانْقِطَاع حجتهم عَن الله فيالله الْعجب أَي لطف حصل بِهَذَا الْمَعْدُوم لَا الْمَعْصُوم وَأي حجَّة اثبتم لِلْخلقِ على رَبهم باصلكم الْبَاطِل فَإِن هَذَا الْمَعْدُوم إِذا لم يكن لَهُم سَبِيل قطّ الى لِقَائِه والاهتداء بِهِ فَهَل فِي تَكْلِيف مَالا يُطَاق ابلغ من هَذَا وَهل فِي الْعذر وَالْحجّة ابلغ من هَذَا فَالَّذِي فررتم مِنْهُ وَقَعْتُمْ فِي شَرّ مِنْهُ وكنتم فِي ذَلِك كَمَا قيل:
المستجير بِعَمْرو عِنْد كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنَّار
وَلَكِن ابي الله الا ان يفضح من تنقص بالصحابة الاخيار وبسادة هَذِه الامة وان يرى النَّاس عَوْرَته ويغريه بكشفها ونعوذ بِاللَّه من الخذلان وَلَقَد احسن الْقَائِل:
مَا آن للسرداب ان يلد الَّذِي ... حملتموه بزعمكم مَا آنا فعلى عقولكم العفاء فانكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا وَلَقَد بطلت حجج استودعها مثل هَذَا الْغَائِب وضاعت اعظم ضيَاع فانتم ابطلتم حجج الله من حَيْثُ زعمتم حفظهَا وَهَذَا تَصْرِيح من امير الْمُؤمنِينَ رضى الله عَنهُ بَان حَامِل حجج الله فِي الارض بِحَيْثُ يُؤَدِّيهَا عَن الله ويبلغها الى عباده مثله رضى الله عَنهُ وَمثل إخوانه من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَمن اتبعهم الى يَوْم الْقِيَامَة وَقَوله لكيلا تبطل حجج الله وبيناته أَي لكيلا تذْهب من بَين يَدي النَّاس وَتبطل من صُدُورهمْ والا فالبطلان محَال عَلَيْهَا لانها ملزوم مَا يَسْتَحِيل عَلَيْهِ الْبطلَان فَإِن قيل فَمَا الْفرق بَين الْحجَج والبينات قيل الْفرق بَينهمَا ان الْحجَج هِيَ الادلة العلمية الَّتِي يَعْقِلهَا الْقلب وَتسمع بالاذن قَالَ تَعَالَى فِي مناظرة إِبْرَاهِيم لِقَوْمِهِ وتبيين بطلَان مَا هم عَلَيْهِ بِالدَّلِيلِ العلمي وَتلك حجتنا آتَيْنَاهُم إِبْرَاهِيم على قومه نرفع دَرَجَات من نشَاء قَالَ ابْن زيد بِعلم الْحجَّة وَقَالَ تَعَالَى فان حاجوك فَقل اسلمت وَجْهي لله وَمن اتبعني وَقَالَ

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست